تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٣٩٥
له شكرا أو الوصف له أو الحال أو المفعول به * (وقليل من عبادي الشكور) * المتوفر على أداء الشكر بقلبه ولسانه وجوارحه أكثر أوقاته ومع ذلك لا يوفي حقه لان توفيقه الشكر نعمة تستدعي شكرا آخر لا إلى نهايته ولذلك قيل الشكور من يرعى عجزه عن الشكر * (فلما قضينا عليه الموت) * أي على سليمان * (ما دلهم على موته) * ما دل الجن وقيل آله * (إلا دابة الأرض) * أي الأرضة أضيفت إلى فعلها وقرئ بفتح الراء وهو تأثر الخشية من فعلها يقال ارضت الأرضة الخشبة أرضا فأرضت أرضا مثل أكلت القوادح الأسنان اكلا فأكلت اكلا * (تأكل منسأته) * عصاه من نسأت البعير إذا طردته لأنها يطرد بها وقرئ بفتح الميم وتخفيف الهمزة قلبا وحذفا على غير قياس إذ القياس اخراجها بين و * (منسأته) * على مفعالة كميضاءة في ميضاة و * (منسأته) * أي طرف عصاه مستعار من سأة القوس وفيه لغتان كما في قحة وقحة وقرأ نافع وأبو عمرو * (منسأته) * بألف بدلا من الهمزة وابن ذكوان بهمزة ساكنة وحمزة إذا وقف جعلها بين بين * (فلما خر تبينت الجن) * علمت الجن بعد التباس الأمر عليهم * (أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين) * انهم لو كانوا يعلمون الغيب كما يزعمون لعلموا موته حينما وقع فلم يلبثوا حولا في تسخيره إلى أن خر أو ظهرت الجن وان بما في حيزه بدل منه أي ظهر أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب وذلك أن داود أسس بيت المقدس في موضع فسطاط موسى عليهما الصلاة والسلام فمات قبل تمامه فوصى به إلى سليمان عليه السلام فاستعمل الجن فيه فلم يتم بعد إذ دنا اجله واعلم به أراد أن يعمي عليهم موته
(٣٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 ... » »»