تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٣٩٣
اعموا فلم ينظروا إلى ما أحاط بجوانبهم من السماء والأرض ولم يتفكروا أهم أشد خلقا أم السماء وإنا * (إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا) * ولتكذيبهم بالآيات بعد ظهور البينات وقرأ حمزة والكسائي * (يشأ) * و * (يخسف) * و (يسقط) بالياء لقوله * (افترى على الله) * والكسائي وحده بإدغام الفاء في الباء وحفص * (كسفا) * بالتحريك * (إن في ذلك) * النظر والتفكر فيهما وما يدلان عليه * (لآية) * لدلالة * (لكل عبد منيب) * راجع إلى ربه فإنه يكون كثيرا التأمل في آمره * (ولقد آتينا داود منا فضلا) * أي على سائر الأنبياء وهو ما ذكر بعد أو علا سائر الناس فيندرج فيه النبوة والكتاب والملك والصوت الحسن * (يا جبال أوبي معه) * رجعي معه التسبيح أو النوحة على الذنب وذلك أما بخلق صوت مثل صوته فيها أو بحملها إياه على التسبيح إذا تأمر ما فيها أو سيري معه حيث سار وقرئ * (أوبي) * من الاوب أي ارجعي في التسبيح كلما رجع فيه وهو بدل من * (فضلا) * أو من * (آتينا) * بإضمار قولنا أو قلنا * (والطير) * عطف على محل الجبال ويؤيده القراءة بالرفع عطفا على لفظها تشبيها للحركة البنائية العارضة بالحركة الاعرابية أو على * (فضلا) * أو مفعول معه ل * (أوبي) * وعلى هذا يجوز أن يكون الرفع بالعطف على ضميره وكان الأصل ولقد آتينا داود منا فضلا تأويب الجبال والطير فبدل بهذا النظم لما فيه من الفخامة والدلالة على عظم شأنه وكبرياء سلطانه حيث جعل الجبال والطيور كالعقلاء المنقادين لامره في نفاذ مشيئته فيها * (وألنا له الحديد) * جعلناه في يده كالشمع يصرفه كيف يشاء من غير احماء وطرق بالانته أو بقوته
(٣٩٣)
مفاتيح البحث: الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 ... » »»