تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٤٠١
(أتهجوه ولست له بكفء فشركما لخيركما الفداء) وقيل إنه على اللف والنشر وفيه نظر واختلاف الحرفين لان الهادي كمن صعد منارا ينظر الأشياء ويتطلع عليها أو ركب جوادا يركضه حيث يشاء والضال كأنه منغمس في ظلام مرتبك لا يرى شيئا أو محبوس في مطمورة لا يستطيع أن يتفصى منها * (قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون) * هذا ادخل في الأنصاف وأبلغ في الأخباث حيث اسند الاجرام إلى أنفسهم والعمل إلى المخاطبين * (قل يجمع بيننا ربنا) * يوم القيامة * (ثم يفتح بيننا بالحق) * يحكم ويفصل بأن يدخل المحقين الجنة والمبطلين النار * (وهو الفتاح) * الحاكم الفاصل في القضايا المتغلقة * (العليم) * بما ينبغي أن يقضى به * (قل أروني الذين ألحقتم به شركاء) * لأرى بأي صفة الحقتموهم بالله في استحقاق العبادة وهو استفسار عن شبهتهم بعد الزام الحجة عليهم زيادة في تبكيتهم * (كلا) * ردع لهم عن المشاركة بعد ابطال المقايسة * (بل هو الله العزيز الحكيم) * الموصوف بالغلبة وكمال القدرة والحكمة وهؤلاء الملحقون به متسمون بالذلة متأبية عن قبول العلم والقدرة رأسا والضمير لله أو للشأن * (وما أرسلناك إلا كافة للناس) * إلا ارسالة عامة لهم من الكف إنها إذا عمتهم قد كفتهم أن يخرج منها أحد مهم أو إلا جامعا لهم في الابلاغ فهي حال من الكاف والتاء للمبالغة ولا يجوز جعلها حالا من الناس على المختار * (بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون) * فيحملهم جهلهم على مخالفتك * (ويقولون) * من فرط جهلهم * (متى هذا الوعد) * يعنون المبشر به والمنذر عنه أو
(٤٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 ... » »»