تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٣٩٦
ليتموه فدعاهم فبنوا عليه صرحا من قوارير ليس له باب فقام يصلي متكئا على عصاه فقبض روحه وهو متكئ عليها فبقي كذلك حتى اكلتها الأرضة فخر ثم فتحوا عنه أرادوا أن يعرفوا وقت موته فوضعوا الأرضة على العصا فأكلت يوما وليلة مقدارا فحسبوا على ذلك فوجوده قد مات منذ سنة وكان عمره ثلاثا وخمسين سنة وملك وهو ابن ثلاثة عشرة سنة وابتدأ عمارة بيت المقدس لأربع مضين من ملكه * (لقد كان لسبأ) * لأولاد سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ومنع الصرف عنه ابن كثير وأبو عمرو لأنه صار اسم القبيلة وعن ابن كثير قلب همزته ألفا ولعله اخرجه بين بين فلم يؤده الراوي كما وجب * (في مساكنهم) * في مواضع سكناهم وهي باليمين يقال لها مأرب بينها وبين صنعاء مسيرة ثلاث أيام وقرأ حمزة وحفص بالافراد والفتح والكسائي بالكسر حملا على ما شذ من القياس كالمسجد والمطلع * (آية) * علامة دالة على وجود الصانع المختار وانه قادر على ما يشاء من الأمور العجيبة مجاز للمحسن والمسيء معاضدة للبرهان السابق كما في قصتي داود وسليمان عليهما الصلاة والسلام * (جنتان) * بدل من * (آية) * أو خبر محذوف تقديره الآية جنتان وقرئ بالنصب على المدح والمراد جماعتان من البساتين * (عن يمين وشمال) * جماعة عن يمين بلدهم وجماعة عن شماله كل واحدة منهما في تقاربها وتضامنها كأنها جنة واحدة أو بستانا كل رجل منهم عن يمين مسكنه وشماله * (كلوا من رزق ربكم واشكروا له) * حكاية لما قال لهم نبيهم أو لسان الحال أو دلالة بأنهم كانوا احقاء بأن يقال لهم ذلك * (بلدة طيبة ورب غفور) * استئناف للدلالة على موجب الشكر أي هذه البلدة التي فيها رزقكم بلدة طيبة وربكم الذي رزقكم وطلب شركركم رب غفور فرطات من يشكره وقرئ الكل بالنصب على المدح قيل كانت أخصب البلاد وأطيبها لم يكن فيها عاهة ولا هامة
(٣٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 ... » »»