تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٤٠٣
واضمر الفريقان الندامة على الضلال والاضلال وأخفاها كل عن صاحبه مخافة التعيير أو أظهروها فإنه من الأضداد إذ الهمزة للإثبات والسلب كما في أكشيته * (وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا) * أي في أعناقهم فجاء بالظاهر تنويها بذمهم واشعارا بموجب اغلالهم * (هل يجزون إلا ما كانوا يعملون) * أي لا يفعل بهم ما يفعل إلا جزاء على أعمالهم وتعدية يجزي أما لتضمن معنى يقضي أو بنزع الخافض * (وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها) * تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما مني به من قومه وتخصيص المتنعمين بالتكذيب لأن الداعي المعظم إليه التكبر والمفاخرة بزخارف الدنيا والانهماك في الشهوات والاستهانة بمن لم يحظ منها ولذلك ضموا التهكم والمفاخرة إلى التكذيب فقالوا * (إنا بما أرسلتم به كافرون) * على مقابلة الجمع بالجمع * (وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا) * فنحن أولى بما تدعونه إن أمكن * (وما نحن بمعذبين) * إما لأن العذاب لا يكون أو لأنه أكرمنا بذلك فلا يهيننا بالعذاب * (قل) * ردا لحسبانهم * (إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر) * ولذلك يختلف فيه الاشخاص المتماثلة في الخصائص والصفات ولو كان ذلك لكرامة وهو أن يوجبانه لم يكن بمشيئته * (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) * فيظنون أن كثرة الأموال والأولاد للشرف والكرامة وكثيرا ما يكون للاستدراج كما قال * (وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى) * قربة والتي أما لان المراد وما جماعة أموالكم وأولادكم أو لأنها صفة محذوف كالتقوى والخصلة وقرئ * (بالذي) * أي بالشي الذي يقربكم * (إلا من آمن وعمل صالحا) * استثناء من مفعول * (تقربكم) * أي الأموال والأولاد لا تقرب أحدا إلا المؤمن الصلاح الذي ينفق ماله في سبيل الله ويعلم ولده الخير ويربيه على الصلاح أو من * (أموالكم) * و * (أولادكم) * على حذف المضاف
(٤٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 ... » »»