تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٤٠٠
عند الله * (إلا لمن أذن له) * أذن له أن يشفع أو أذن أن يشفع له لعلو شأنه ولم يثبت ذلك واللام على الأول كاللام في قولك الكرم لزيد وعلى الثاني كاللام في قولك جئتك لزيد وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي بضم الهمزة * (حتى إذا فزع عن قلوبهم) * غاية لمفهوم الكلام من أن ثم توقفا وانتظارا للإذن أي يتربصون فزعين حتى إذا كشف الفزع عن قلوب الشافعين والمشفوع لهم بالاذن وقيل الضمير للملائكة وقد تقدم ذكرهم ضمنا وقرأ ابن عامر ويعقوب * (فزع) * على البناء للفاعل وقرئ (فرغ) أي نفي الوجل من فرغ الزاد إذا فني * (قالوا) * قال بعضهم لبعض * (ماذا قال ربكم) * في الشفاعة * (قالوا الحق) * قالوا قال القول الحق وهو الأذن بالشفاعة لمن ارتضى وهم المؤمنون وقرئ بالرفع أي مقولة الحق * (وهو العلي الكبير) * ذو العلو والكبرياء ليس لملك ولا نبي من الأنبياء أن يتكلم ذلك اليوم إلا بإذنه * (قل من يرزقكم من السماوات والأرض) * يريد به تقرير قوله * (لا يملكون) * * (قل الله) * إذ لا جواب سواه وفي أشعار ب أنهم سكتوا أو تلعثموا في الجواب مخافة الالزام فهم مقرون به بقلوبهم * (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين) * أي وان أحد الفريقين من المومحدين المتوحد بالرزق والقدرة الذاتية بالعبادة والمشركين به الجماد النازل في أدنى المراتب الامكانية لعلى أحد الأمرين من الهدى والضلال المبينين وهو بعد ما تقدم من التقرير البليغ الدال على من هو على الهدى ومن هو في الضلال أبلغ من التصريح لأنه في صورة الأنصاف المسكت للخصم المشاغب ونظيره قول حسان
(٤٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 ... » »»