تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٦٠
والملائكة الحاضرون وتصدير الخطاب بذلك بشارة بأنه قد قضى له أمر عظيم تنتشر بركته في أقطار الشأم * (وسبحان الله رب العالمين) * من تمام ما نودي به لئلا يتوهم من سماع كلامه تشبيها وللتعجيب من عظمة ذلك الأمر أو تعجب من موسى لما دهاه من عظمته * (يا موسى إنه أنا الله) * الهاء للشأن و * (أنا الله) * جملة مفسرة له أو للمتكلم و * (إنا) * خبره و * (الله) * بيان له * (العزيز الحكيم) * صفتان لله ممهدتان لما أراد أن يظهره يريد أنا القوي القادر على ما يبعد من الأوهام كقلب العصا حية الفاعل كل ما أفعله بحكمة وتدبير * (وألق عصاك) * عطف على * (بورك) * أي نودي أن بورك من في النار وأن ألق عصاك ويدل عليه قوله * (وأن ألق عصاك) * بعد قوله * (أن يا موسى إني أنا الله) * بتكرير أن * (فلما رآها تهتز) * تتحرك باضطراب * (كأنها جان) * حية خفيفة سريعة وقرئ * (جان) * على لغة من جد في الهرب من التقاء الساكنين * (ولى مدبرا ولم يعقب) * ولم يرجع من عقب المقاتل إذا كر بعد الفرار وإنما رعب لظنه أن ذلك الأمر أريد به ويدل عليه قوله * (يا موسى لا تخف) * أي من غيري ثقة بي أو مطلقا لقوله * (إني لا يخاف لدي المرسلون) * أي حين يوحى إليهم من فرط الاستغراق فإنهم أخوف الناس أي من الله تعالى أو لا يكون لهم عندي سوء عاقبة فيخافون منه * (إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم) * استثناء منقطع استدرك به ما يختلج في الصدر من نفي الخوف عن كلهم وفيهم من فرطت منه صغيرة فإنهم وإن فعلوها أتبعوا فعلها ما يبطلها ويستحقون به من الله مغفرة ورحمة فإنه لا يخاف أيضا وقصد تعريض موسى بوكزه القبطي وقيل متصل وثم بدل مستأنف معطوف على محذوف أي عن ظلم ثم بدل ذنبه بالتوبة * (وأدخل يدك في جيبك) * لأنه كان بمدرعة صوف لا كم لها وقيل الجيب القميص لأنه يجاب أي يقطع * (تخرج بيضاء من غير سوء) * آفة كبرص * (في تسع آيات) * في جملتها أو معها على أن التسع هي الفلق والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والطمسة والجدب في بواديهم والنقصان في مزارعهم ولمن عد العصا واليد من التسع أن يعد الأخيرين واحدا ولا يعد الفلق لأنه لم يبعث به إلى فرعون أو إذهب في تسع
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»