تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٥٨
سورة النمل مكية وهي ثلاث أو أربع أو خمس وتسعون آية بسم الله الرحمن الرحيم * (طس) * * (تلك آيات القرآن وكتاب مبين) * الإشارة إلى آي السورة والكتاب المبين إما اللوح المحفوظ وإبانته أنه خط فيه ما هو كائن فهو يبينه للناظرين فيه وتأخيره باعتباره تعلق علمنا به وتقديمه في الحجر باعتبار الوجود أو القرآن وإبانته لما أودع فيه من الحكم والأحكام أو لصحته بإعجازه وعطفه على القرآن كعطف إحدى الصفتين على الأخرى وتنكيره للتعظيم وقرئ * (وكتاب) * بالرفع على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه * (هدى وبشرى للمؤمنين) * حالان من ال * (آيات) * والعامل فيهما معنى الإشارة أو بدلان منها أو خبران آخران أو خبران لمحذوف * (الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة) * الذين يعملون الصالحات من الصلاة والزكاة * (وهم بالآخرة هم يوقنون) * من تتمة الصلة والواو للحال أو للعطف وتغيير النظم للدلالة على قوة يقينهم وثباته وأنهم الأوحدون فيه أو جملة اعتراضية كأنه قيل وهؤلاء الذين يؤمنون ويعملون الصالحات هم الموقنون بالآخرة فإن تحمل المشاق إنما يكون لخوف العاقبة والوثوق على المحاسبة وتكرير الضمير للاختصاص * (إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم) * زين لهم أعمالهم القبيحة بأن جعلها مشتهاة للطبع محبوبة للنفس أو الأعمال الحسنة التي وجب عليهم أن يعملوها بترتيب المثوبات عليها * (فهم يعمهون) * عنها لا يدركون ما يتبعها من ضر أو نفع
(٢٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»