شريرة بالذات لا تقبل ذلك والقرآن مشتمل على حقائق ومغيبات لا يمكن تلقيها إلا من الملائكة * (فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين) * تهييج لازياد الإخلاص ولطف لسائر المكلفين * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * الأقرب منهم فالأقرب فإن الاهتمام بشأنهم أهم روي أنه لما صعد النبي صلى الله عليه وسلم الصفا وناداهم فخذا فخذا حتى اجتمعوا إليه فقال أخبرتكم أن بسفح هذا الجبل خيلا أكنتم مصدقي قالوا نعم قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد * (واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين) * لين جانبك لهم مستعار من خفض الطائر جناحه إذا أراد أن ينحط و * (من) * للتبيين لأن من اتبع أعم ممن اتبع لدين أو غيره أو للتبغيض على أن المراد * (من المؤمنين) * المشارفون للإيمان أو المصدقون باللسان * (فإن عصوك) * ولم يتبعوك * (فقل إني بريء مما تعملون) * بما تعلمونه أو من أعمالكم * (وتوكل على العزيز الرحيم) * الذي يقدر على قهر أعدائه ونصر أوليائه يكفك شر من يعصيك منهم ومن غيرهم وقرأ نافع وابن عامر * (فتوكل) * على الإبدال من جواب الشرط * (الذي يراك حين تقوم) * إلى التهجد * (وتقلبك في الساجدين) * وترددك في تصفح أحوال المجتهدين كما روي أنه عليه السلام لما نسخ قيام فرض الليل طاف عليه السلام تلك الليلة ببيوت أصحابه لينظر ما يصنعون حرصا على كثرة طاعاتهم فوجدها كبيوت الزنانير لما سمع بها من دندنتهم بذكر الله وتلاوة القرآن أو تصرفك فيما بين المصلين بالقيام والركوع والسجود والقعود إذا أممتهم وإنما وصفه الله تعالى بعلمه بحاله التي بها يستأهل ولايته بعد وصفه بأن من شأنه قهر أعدائه ونصر أوليائه تحقيقا للتوكل وتطمينا لقلبه عليه * (إنه هو السميع) * لما تقوله * (العليم) * بما تنويه
(٢٥٥)