تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٦٣
ادرج فيه ذكر والديه تكثيرا للنعمة أو تعميما لها فإن النعمة عليهما نعمة عليه والنعمة عليه يرجع نفعها إليهما سيما الدينية * (وأن أعمل صالحا ترضاه) * إتماما للشكر واستدامة للنعمة * (وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين) * في عدادهم الجنة * (وتفقد الطير) * وتعرف الطير فلم يجد فيها الهدهد * (فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين) * أم منقطعة كأنه لما لم يره ظن أنه حاضر ولا يراه لساتر أو غيره فقال ما لي لا أراه ثم احتاط فلاح له انه غائب فأضرب عن ذلك واخذ يقول أهو غائب كأنه يسأل عن صحة ما لا له * (لأعذبنه عذابا شديدا) * كنتف ريشه والقائه في الشمس أو حيث النمل يأكله أو جعله مع ضده في قفص * (أو لأذبحنه) * ليعتبر به أبناء جنسه * (أو ليأتيني بسلطان مبين) * بحجة تبين عذره والحلف في الحقيقة على أحد الأولين بتقدير عدم الثالث لكن لما اقتضى ذلك وقوع أحد الأمور الثلاثة ثلث المحلوف عليه بعطفه عليهما وقرأ ابن كثير أو (ليأتينني) بنونين الأولى مفتوحة مشددة * (فمكث غير بعيد) * زمانا غير مديد يريد به الدلالة على سرعة رجوعه خوفا منه وقرأ عاصم بفتح الكاف * (فقال أحطت بما لم تحط به) * يعني حال سبأ وفي مخاطبته إياه بذلك تنبيه له على أن في أدنى خلق الله تعالى من أحاط علما بما لم يحط به لتتحاقر إليه نفسه ويتصاغر لديه علمه وقرئ بإدغام الطاء في التاء بإطباق وبغير اطباق * (وجئتك من سبإ) * وقرأ ابن كثير برواية البزي وأبو عمرو غير مصروف على تأويل القبيلة والبلدة والقواس بهمزة ساكنة * (بنبأ يقين) * بخبر متحقق روي أنه عليه الصلاة والسلام لما أتم بناء بيت المقدس تجهز للحج فوافى الحرم وأقام بها ما شاء ثم توجه إلى اليمن فخرج من مكة صباحا فوافى صنعاء ظهيرة فأعجبته نزاهة أرضها فنزل بها ثم لم يجد الماء وكان الهدهد رائده لأنه يحسن طلب الماء فتفقده لذلك فلم يجده إذ حلق حين نزل سليمان فرأى هدهدا واقعا فانحط الهي فتواصفا وطار معه لينظر ما وصف له ثم رجع بعد العصر
(٢٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 ... » »»