تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٥٧
والمعنى وقد قدحوا في المعنى بأنه مما تنزلت به الشياطين وفي اللفظ بأنه من جنس كلام الشعراء تكلم في القسمين وبين منافاة القرآن لهما ومضادة حال الرسول صلى الله عليه وسلم لحال أربابهما وقرأ نافع * (يتبعهم) * على التخفيف و قرىء بالتشديد وتسكين العين تشبيها لبعضه بعضا * (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا) * استثناء للشعراء المؤمنين الصالحين الذين يكثرون ذكر الله ويكون أكثر أشعارهم في التوحيد والثناء على الله تعالى والحث على طاعته ولو قالوا هجوا أرادوا به الانتصار ممن هجاهم ومكافحة هجاة المسلمين كعبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت والكعبين و كان عليه الصلاة والسلام يقول لحسان (قل وروح القدس معك) وعن كعب بن مالك أنه عليه الصلاة والسلام يقول لحسان (قل وروح القدس معك) وعن كعب بن مالك أنه عليه الصلاة السلام قال لله (اهجوا فوالذي نفسي بيده لهو أشد عليهم من النبل) * (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) * تهديد شديد لما في سيعلم من الوعيد البليغ وفي الذين ظلموا من الإطلاق والتعميم وفي أي منقلب ينقلبون أي بعد الموت من الإيهام والتهويل وقد تلاها أبو بكر لعمر رضي الله تعالى عنهما حين عهد إليه وقرئ (أي منفلت ينفلتون) من الإنفلات وهو النجاة والمعنى أن الظالمين يطمعون أن ينفلتوا عن عذاب الله وسيعلمون أن ليس لهم وجه من وجوه الانفلات عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الشعراء كان له من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بنوح وكذب به وهود وصالح وشعيب وإبراهيم وبعدد من كذب بعيسى وصدق بمحمد عليهم الصلاة والسلام
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»