تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٥٩
* (أولئك الذين لهم سوء العذاب) * كالقتل والأسر يوم بدر * (وهم في الآخرة هم الأخسرون) * أشد الناس خسرانا لفوات المثوبة واستحقاق العقوبة * (وإنك لتلقى القرآن) * لتؤتاه * (من لدن حكيم عليم) * أي حكيم وأي عليم والجمع بينهما مع أن العلم داخل في الحكمة لعموم العلم ودلالة الحكمة على اتقان الفعل والإشعار بأن علوم القرآن منها ما هو حكمه كالعقائد والشرائع ومنها ما ليس كذلك كالقصص والأخبار عن المغيبات ثم شرع في بيان بعض تلك العلوم بقوله * (إذ قال موسى لأهله إني آنست نارا) * أي اذكر قصته * (إذ قال) * ويجوز أن يتعلق ب * (عليم) * * (سآتيكم منها بخبر) * أي عن حال الطريق لأنه قد ضله وجمع الضمير إن صح أنه لم يكن معه غير امرأته لما كنى عنها بالأهل والسين للدلالة على بعد المسافة والوعد بالإتيان وإن أبطأ * (أو آتيكم بشهاب قبس) * شعلة نار مقبوسة نار وإضافة الشهاب إليه لأنه قد يكون قبسا وغير قبس ونونه الكوفيون ويعقوب على أن ال * (قبس) * بدل منه أو وصف له لأنه بمعنى المقبوس و العدتان على سبيل الظن ولذلك عبر عنهما بصيغة الترجي في * (طه) * والترديد للدلالة على أنه إن لم يظفر بهما لم يعدم أحدهما بناء على ظاهر الأمر أو ثقة بعبادة الله تعالى أنه لا يكاد يجمع حرمانين على عبده * (لعلكم تصطلون) * رجاء أن تستدفئوا بها والصلاء النار العظيمة * (فلما جاءها نودي أن بورك) * أي * (بورك) * فإن النداء فيه معنى القول أو ب * (أن بورك) * على أنها مصدرية أو مخففة من الثقيلة والتخفيف وإن اقتضى التعويض بلا أو قد أو السين أو سوف لكنه دعاء وهو يخالف غيره في أحكام كثيرة * (من في النار ومن حولها) * * (من) * في مكان * (النار) * وهو البقعة المباركة المذكورة في قوله تعالى * (نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة) * ومن حول مكانها والظاهر أنه عام في كل من تلك الأرض وفي ذلك الواد وحواليها من أرض الشام الموسومة بالبركات لكونها مبعث الأنبياء وكفاتهم أحياء وأمواتا وخصوصا تلك البقعة التي كلم الله فيها موسى وقيل المراد موسى
(٢٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»