تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٦٢
يصوت ويترقص فقال يقول إذا أكلت نصف تمرة فعلى الدنيا العفاء وصاحت فاختة فقال إنها تقول ليت الخلق لم يخلقوا فلعله كان صوت البلبل عن شبع وفراغ بال وصياح الفاختة عن مقاساة شدة وتألم قلب والضمير في * (علمنا) * * (وأوتينا) * له ولأبيه عليهما الصلاة والسلام أوله وحده على عادة الملوك لمراعاة قواعد السياسة والمراد * (من كل شيء) * كثرة ما أوتي كقولك فلان يقصده كل أحد ويعلم كل شيء * (إن هذا لهو الفضل المبين) * الذي لا يخفى على أحد * (وحشر) * وجمع * (لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون) * يحبسون بحبس أولهم على آخرهم ليتلاحقوا * (حتى إذا أتوا على وادي النمل) * واد بالشام كثير النمل وتعدية الفعل إليه ب * (على) * إما لأن اتيانهم كان من عال أو لأن المراد قطعة من قولهم أتى على الشيء إذا انفده وبلغ آخره كأنهم أرادوا أن ينزلوا أخريات الوادي * (قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم) * كأنها لما رأتهم متوجهين إلى الوادي فرت عنهم مخافة حطمهم فتبعها غيرها فصاحت صيحة نبهت بها ما بحضرتها من النمال فتبعتها فشبه ذلك بمخاطبة العقلاء ومناصحتهم ولذلك اجروا مجراهم مع أنه لا يمتنع أن خلق الله سبحانه وتعالى فيها العقل والنطق * (لا يحطمنكم سليمان وجنوده) * نهي لهم عن الحطم والمراد نهيها عن التوقف بحيث يحطمونها كقولهم لا أرينك ها هنا فهو استئناف أو بدل من الأمر لا جواب له فإن النون لا تدخله في السعة * (وهم لا يشعرون) * بأنهم يحطمونكم إذ لو شعروا لم يفعلوا كأنها شعرت عصمة الأنبياء من الظلم والايذاء وقيل استئناف أي فهم سليمان والقوم لا يشعرون * (فتبسم ضاحكا من قولها) * تعجبا من حذرها وتحذيرها واهتدائها إلى مصالحها وسرورا بما خصه الله تعالى به من إدراك همسها وفهم غرضها ولذلك سأل توفيق شكره * (وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك) * أي اجعلني ازع شكر نعمتك عندي أي اكفه وارتبطه لا ينفلت عني بحيث لا انفك عنه وقرأ البزي وورش بفتح ياء * (أوزعني) * * (التي أنعمت علي وعلى والدي) *
(٢٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 ... » »»