تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٦١
آيات على أنه استئناف بالإرسال فيتعلق به * (إلى فرعون وقومه) * وعلى الأولين يتعلق بنحو مبعوثا أو مرسلا * (إنهم كانوا قوما فاسقين) * تعليل للإرسال * (فلما جاءتهم آياتنا) * بأن جاءهم موسى بها * (مبصرة) * بينة اسم فاعل أطلق للمفعول وإشعارا بأنها لفرط اجتلائها للأبصار بحيث تكاد تبصر نفسها لو كانت مما يبصر أو ذات تبصر من حيث إنها تهدي والعمي لا تهتدي فضلا عن أن تهدي أو مبصرة كل من نظر إليها وتأمل فيها وقرئ * (مبصرة) * اي مكانا يكثركم فيه التبصر * (قالوا هذا سحر مبين) * واضح سحريته * (وجحدوا بها) * وكذبوا بها * (واستيقنتها أنفسهم) * وقد استيقنتها لأن الواو للحال * (ظلما) * لأنفسهم * (وعلوا) * ترفعا عن الإيمان وانتصابهما على العلة من * (جحدوا) * * (فانظر كيف كان عاقبة المفسدين) * وهو الإغراق في الدنيا والإحراق في الآخرة * (ولقد آتينا داود وسليمان علما) * طائفة من العلم وهو علم الحكم والشرائع أو علما أي علم * (وقالا الحمد لله) * عطفه بالواو إشعارا بأن ما قالاه بعض ما أتيا به في مقابلة هذه النعمة كأنه قال ففعلا شكرا له ما فعلا * (وقالا الحمد لله) * * (الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين) * يعني من لم يؤت علما أو مثل علمهما وفيه دليل على فضل العلم وشرف أهله حيث شكرا على العلم وجعلاه أساس الفضل ولم يعتبرا دونه ما أوتيا من الملك الذي لم يؤت غيرهما وتحريض للعالم على أن يحمد الله تعالى على ما أتاه من فضله وأن يتواضع ويعتقد أنه وإن فضل على كثير فقد فضل عليه كثير * (وورث سليمان داود) * النبوة أو العلم أو الملك بأن قام مقامه في ذلك دون سائر بنيه وكانوا تسعة عشر * (وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء) * تشهيرا لنعمة الله وتنويها بها ودعاء الناس إلى التصديق بذكر المعجزة التي هي علم منطق الطير وغير ذلك من عظائم ما أوتيه والنطق والمنطق في المتعارف كل لفظ يعبر به عما في الضمير مفردا كان أو مركبا وقد يطلق لكل ما يصوت به على التشبيه أو التبع كقولهم نطقت الضمير مفردا كان أو مركبا وقد يطلق لكل ما يصوت به على التشبيه أو التبع كقولهم نطقت الحمامة ومنه الناطق والصامت للحيوان والجماد فإن الأصوات الحيوانية من حيث إنها تابعة للتخيلات منزلة منزلة العبارات سيما وفيها ما يتفاوت باختلاف الأغراض بحيث يفهمها ما من جنسه ولعل سليمان عليه الصلاة والسلام مهما سمع صوت حيوان علم بقوته القدسية التخيل الذي صوته والغرض الذي توخاه به ومن ذلك ما حكي أنه مر ببلبل
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»