تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٦٤
وحكى ما حكى ولعل في عجائب قدرة الله وما خص به خاصة عباده أشياء أعظم من ذلك يستكبرها من يعرفها ويستنكرها من ينكرها * (إني وجدت امرأة تملكهم) * يعني بلقيس بنت شراحيل بن مالك بن الريان والضمير لسبأ أو لأهلها * (وأوتيت من كل شيء) * يحتاج إليه الملوك * (ولها عرش عظيم) * عظمه بالنسبة إليها أو إلى عروش أمثالها وقيل كان ثلاثين ذراعا في ثلاثين عرضا وسمكا أو ثمانين من ذهب وفضة مكللا بالجواهر * (وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله) * كأنهم كانا يعبدونها * (وزين لهم الشيطان أعمالهم) * عبادة الشمس وغيرها من مقابح أعمالهم * (فصدهم عن السبيل) * عن سبيل الحق والصواب * (فهم لا يهتدون) * إليه * (ألا يسجدوا لله) * فصدهم لئلا يسجدوا أو زين لهم أن لا يسجدوا على أنه بدل من * (أعمالهم) * أو * (لا يهتدون) * إلى أن يسجدوا بزيادة * (لا) * وقرأ الكسائي ويعقوب * (إلا) * بالتخفيف على إنها للتنبيه ويا للنداء مناداه محذوف أي ألا يا قوم اسجدوا كقوله (وقالت إلا يا اسمع أعظك بخطة فقلت سميعا فانطقي واوصيبي) وعلى هذا صح أن يكون استئنافا من الله أو من سليمان والوقف على * (لا يهتدون) * فيكون امرا بالسجود وعلى الأول ذما على تركه وعلى الوجهين يقتضي وجوب السجود في
(٢٦٤)
مفاتيح البحث: السجود (2)، الوجوب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 ... » »»