تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٠٥
سورة الفرقان مكية وآيها سبع وسبعون آية * (بسم الله الرحمن الرحيم) * * (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده) * تكاثر خيره من البركة وهي كثرة الخير أو تزايد على كل شيء وتعالى عنه في صفاته وأفعاله فإن البركة تتضمن معنى الزيادة وترتيبه عن إنزاله * (الفرقان) * لما فيه من كثرة الخير أو لدلالته على تعاليه وقيل دام من بروك الطير على الماء ومنه البكة لدوام الماء فيها وهو لا يتصرف فيه ولا يستعمل إلا لله تعالى و * (والفرقان) * مصدر فرق بين الشيءين إذا فصل بينهما سمي به القرآن لفصله بين الحق والباطل بتقريره أو المحق والمبطل بإعجازه أو لكونه مفصولا بعضه عن بعض في الإنزال وقرئ * (على عباده) * وهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته كقوله تعالى * (ولقد أنزلنا إليكم آيات) * أو الأنبياء على أن * (الفرقان) * اسم جنس للكتب السماوية * (ليكون) * العبد أو الفرقان * (للعالمين) * للجن والإنس * (نذيرا) * منذرا أو إنذارا كالنكير بمعنى الإنكار هذه الجملة وإن لم تكن معلومة لكنها لقوة دليلها أجريت مجرى العلوم وجعلت صلة * (الذي له ملك السماوات والأرض) * بدل من الأول أو مدح مرفوع أو منصوب * (ولم يتخذ ولدا) * كزعم النصارى * (ولم يكن له شريك في الملك) * كقول الثنوية أثبت له الملك مطلقا ونفى ما يقوم مقامه وما يقاومه فيه ثم نبه على ما يدل عليه فقال * (وخلق كل شيء) *
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»