تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٠٦
أحدثه إحداثا مراعى فيه التقدير حسب إرادته كخلقه الإنسان من مواد مخصوصة وصور وأشكال معينة * (فقدره تقديرا) * فقدره وهيأه لما أراد منه من الخصائص والأفعال كتهيئة الإنسان للإدراك والفهم والنظر والتدبير واستنباط الصنائع المتنوعة ومزاولة الأعمال المختلفة إلى غير ذلك أو * (فقدره) * للبقاء إلى أجل مسمى وقد يطلق الخلق لمجرد الإيجاد من غير نظر إلى وجه الاشتقاق فيكون المعنى وأوجد كل شيء فقدره في إيجاده حتى لا يكون متفاوتا * (واتخذوا من دونه آلهة) * لما تضمن الكلام إثبات التوحيد والنبوة أخذ في الرد على المخالفين فيهما * (لا يخلقون شيئا وهم يخلقون) * لأن عبدتهم ينحتونهم ويصورونهم * (ولا يملكون) * ولا يستطيوعون * (لأنفسهم ضرا) * دفع ضر * (ولا نفعا) * ولا جلب نفع * (ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا) * ولا يملكون إماتة أحد وإحياءه أولا وبعثه ثانيا ومن كان كذلك فبمعزل عن الألوهية لعرائه عن لوازمها واتصافه بما ينافيها وفيه تنبيه على أن الإله يجب أن يكون قادرا على البعث والجزاء * (وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك) * كذب مصروف عن وجهه * (افتراه) * اختلقه * (وأعانه عليه قوم آخرون) * أي اليهود فإنهم يلقون إليه أخبار الأمم وهو يعبر عنها بعابرته وقيل جبر ويسار وعداس وقد سبق في قوله * (إنما يعلمه بشر) * * (فقد جاؤوا ظلما) * يجعل الكلام المعجز * (إفك) * مختلفا متلقفا من اليهود * (وزورا) * بنسبة ما هو بريء منه إليه وأتى وجاء يطلقان بمعنى فعل فيعديان تعديته * (وقالوا أساطير الأولين) * ما سطره المتقدمون * (اكتتبها) * كتبها لنفسه أو استكتبها وقرئ على البناء للمفعول لأنه أمي وأصله اكتتبها كاتب له فحذف اللام وأفضى الفعل إلى الضمير فصار اكتتبها إياه كاتب ثم حذف الفاعل وبني الفعل للضمير فاستتر فيه * (فهي تملى عليه بكرة وأصيلا) * ليحفظها فإنه أمي لا يقدر أن يكرر من الكتاب أو لتكتب
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»