تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٠٧
* (قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض) * لأنه أعجزكم عن آخركم بفصاحته وتضمنه أخبارا عن مغيبات مستقبلة وأشياء مكنونة لا يعلمها إلى عالم الأسرار فكيف تجعلونه * (أساطير الأولين) * * (إنه كان غفورا رحيما) * فلذلك لا يعجل في عقوبتكم على ما تقولون مع كمال قدرته عليها واستحقاقكم أن يصب عليكم العذاب صبا * (وقالوا ما لهذا الرسول) * ما لهذا الذي يزعم الرسالة وفيه استهانة وتهكم * (يأكل الطعام) * كما نأكل * (ويمشي في الأسواق) * لطلب المعاش ما نمشي والمعنى إن صح دعواه فما باله لم يخالف حاله حالنا وذلك لعمههم وقصور نظرهم على المحسوسات فإن تميز الرسل عمن عداهم ليس بأمور جسمانية وإنما هو بأحوال نفسانية كما أشار غليه تعالى بقوله * (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد) * * (لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا) * لنعلم صدقة بتصديق الملك * (أو يلقى إليه كنز) * فيستظهر به ويستغني عن تحصيل المعاش * (أو تكون له جنة يأكل منها) * هذا على سبيل التنزل أي إن لم يلق غليه كنز فلا أقل من أن يكون له بستان كما للدهاقين والمياسير فيتعيش بريعه وقرأ حمزة والكسائي بالنون والضمير للكفار * (وقال الظالمون) * وضع * (الظالمون) * موضع ضميرهم تسجيلا عليهم بالظلم فيما قالوه * (إن تتبعون) * ما تتبعون * (إلا رجلا مسحورا) * سحر فغلب على عقله وقيل ذا سحر وهو الرئة أي بشرا لا ملكا * (انظر كيف ضربوا لك الأمثال) * أي قالوا فيك الأقوال الشاذة واخترعوا لك الأحوال النادرة * (فضلوا) * عن الطريق الموصل إلى معرفة خواص النبي والمميز وبينه وبين المتنبي فخبطوا خبط عشواء * (فلا يستطيعون سبيلا) * إلى القدح في نبوتك أو إلى الرشد والهدى
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»