تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٠٤
فينطلق معه كأنه تابعه وانتصابه على الحال وقرئ بالفتح * (فليحذر الذين يخالفون عن أمره) * يخالفون أمره بترك مقتضاه ويذهبون سمتا خلاف سمته و * (عن) * لتضمنه معنى الإعراض أو يصدون عن أمره دون المؤمنين من خالفه عن الأمر إذا صد عنه دونه وحذف المفعول لأن المقصود بيان المخالف والمخالف عنه والضمير لله تعالى فإن الأمر له والضمير لله تعالى فإن الأمر له في الحقيقة أو للرسول فإنه المقصود بالذكر * (أن تصيبهم فتنة) * محنة في الدنيا * (أو يصيبهم عذاب أليم) * في الآخرة واستدل به على أن لأمر للوجوب فإنه يدل على أن ترك مقتضى الأمر مقتض لأحد العذابين فإن الأمر بالحذر عنه يدل على خشية المشروط بقيام المقتضي له وذلك يستلزم الوجوب * (ألا إن لله ما في السماوات والأرض قد يعلم ما أنتم عليه) * أيها المكلفون من المخالفة والموافقة والنفاق والإخلاص وإنما أكد علمه ب * (قد) * لتأكيد الوعيد * (ويوم يرجعون إليه) * يوم يرجع المنافقون إليه للجزاء ويجوز أن يكون الخطاب أيضا مخصوصا بهم على طريق الالتفات وقرأ يعقوب بفتح الياء وكسر الجيم * (فينبئهم بما عملوا) * من سوء الأعمال بالتوبيخ والمجازاة عليه * (والله بكل شيء عليم) * لا يخفى عليه خافية عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة النور أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل مؤمن ومؤمنة فيما مضى وفيما بقي
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»