تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٩٤
قيدها بقوله * (صافات) * فإن إعطاء الجرام الثقيلة ما به تقوى على الوقوف في الجو باسطة أجنحتها بما فيها من القبض والبسط حجة قاطعة على كمال قدرة الصانع تعالى ولطف تدبيره * (كل) * كل واحد مما ذكر أو من الطير * (قد علم صلاته وتسبيحه) * اي قد علم الله دعاءه وتنزيهه اختيارا أو طبعا لقوله * (والله عليم بما يفعلون) * أو علم كل على تشبيه حاله في الدلالة على الحق والميل إلى النفع على وجه يخصه بحال من علم ذلك مع أنه لا يبعد أن يلهم الله تعالى الطير دعاء وتسبيحا كما ألهمها علوما دقيقة في أسباب تعيشها لا تكاد تهتدي إليها العقلاء * (ولله ملك السماوات والأرض) * فإنه الخالق لهما وما فيهما من الذوات والصفات والأفعال من حيث إنها ممكنة واجبة الانتهاء إلى الواجب * (وإلي المصير) * مرجع الجميع * (ألم تر أن الله يزجي سحابا) * يسوقه ومنه البضاعة المزجاة فإنه يزجيها كل أحد * (ثم يؤلف بينه) * بأن يكون قزعا فيضم بعضه إلى بعض وبهذا الاعتبار صح بينه إذ المعنى بي أجزائه وقرأ نافع برواية ورش (يولف) غير مهموز * (ثم يجعله ركاما) * متراكما بعضه فوق بعض * (فترى الودق) * المطر * (يخرج من خلاله) * من فتوقه جمع خلل كجبال في جبل وقرئ م ن (خلله) * (وينزل من السماء) * من الغمام وكل ما علاك فهو سماء * (من جبال فيها) * من قطع عظام تشبه الجبال فيعظمها أو جمودها * (من برد) * بيان للجبال والمفعول محذوف أي ينزل مبتدأ * (من السماء من جبال فيها من برد) * بردا ويجوز أن تكون من الثانية أو الثالثة للتبغيض واقعة موقع المفعول وقيل المراد بالسماء المظلة وفيها جبال من برد كما في الأرض جبال من حجر وليس في العقل قاطع يمنعه والمشهور أن الأبخرة إذا تصاعدت ولم تحللها حرارة فبلغت الطبقة الباردة من الهواء وقوي البرد هناك اجتمع وصار سحابا فإن لم يشتد البرد تقاطر مطرا وإن اشتد فإن وصل إلى الأجزاء البخارية قبل اجتماعها نزل ثلجا والإنزال بردا ووقد يبرد الهواء بردا مفرطا فيقبض وينعقد سحابا ونزل منه المطر أو الثلج وكل ذلك لا بد أن يستند إلى إرادة الواجب الحكيم لقيام الدليل على أنها الموجبة لا ختصاص الحوادث بمحالها وأوقاتها وإليها أشار بقوله
(١٩٤)
مفاتيح البحث: الحج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»