تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢١٠
* (لهم فيها ما يشاؤون) * ما يشاؤونه من النعيم ولعله تقصر همم كل طائفة على ما يليق برتبته إذ الظاهر أن الناقص لا يدرك شأو الكامل بالتشهي وفيه تنبيه على أن كل المرادات لا تحصل إلا في الجنة * (خالدين) * حال من أحد ضمائرهم * (كان على ربك وعدا مسؤولا) * الضمير في * (كان) * ل * (ما يشاؤون) * والوعد الموعود أي كان ذلك موعدا حقيقيا بأن يسأل ويطلب أو مسؤولا سأله الناس في دعائهم * (ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك) * أو الملائكة بقولهم * (ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم) * وما في * (على) * من معنى الوجوب لامتناع الخلف في وعده تعالى ولا يلزم منه الإلجاء إلى الإنجاز فإن تعلق الإرادة بالوعود مقدم على الوعد الموجب للإنجاز * (ويوم نحشرهم) * للجزاء وقرئ بكسر الشين وقرأ ابن كثير ويعقوب وحفص بالياء * (وما يعبدون من دون الله) * يعم كل معبود سواه تعالى واستعمال * (ما) * إما لأن وضعه أعم ولذلك يطلق لكل شبح يرى ولا يعرف أو لأنه أريد به الوصف كأنه قيل ومعبودهم أو لتغليب الأصنام تحقيرا أو اعتبار لغلبة عبادها أو يخص الملائكة وعزيرا والمسيح بقرينة السؤال والجواب أو الأصنام ينطقها الله أو تتكلم بلسان الحال كما قل في كلام الأيدي والأرجل * (فيقول) * أي للمعبودين وهو على تلوين الخطاب وقرأ ابن عامر بالنون * (أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل) * لإخلالهم بالنظر الصحيح وإعراضهم عن المرشد النصيح وهو استفهام تقريع وتبكيت للعبدة وأصله أأضللتم أو * (ضلوا) * فغير النظم ليلي حرف الاستفهام المقصود بالسؤال وهو المتوالي للفعل دونه لأنه لا شبهة فيه وإلا لما توجع التاب وحذف صلة الضل مبالغة
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»