تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٠٨
* (تبارك الذي إن شاء جعل لك) * في الدنيا * (خيرا من ذلك) * مما قالوا لكن أخره إلى الآخرة لأنه خير وأبقى * (جنات تجري من تحتها الأنهار) * بدل من * (خيرا) * * (ويجعل لك قصورا) * عطف على محل الجزاء وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو بكر بالرفع لأن الشرط إذا كان ماضيا جاز في جزائه الجزم والرفع كقوله (وإن أتاه خليل يوم مسغبة يقول لا غائب مالي ولا حرم) ويجوز أن يكون استئنافا بوعد ما يكون له في الآخرة وقرئ بالنصب على أن جواب بالواو * (بل كذبوا بالساعة) * فقصرت أنظارهم على الحطام الدنيوية وظنوا أن الكرامة إنما هي بالمال فطعنوا فيك لفقرك أو فلذلك كذبوك لا لما تمحلوا من المطاعن الفاسدة أو فكيف يلتفتون إلى هذا الجواب ويصدقونك بما وعد الله لك في الآخرة أو فلا تعجب من تكذيبهم إياكفإنه أعجب منه * (وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا) * نارا شديدة الاستعار وقيل هو اسم لجهنم فيكون صرفه باعتبار المكان * (إذا رأتهم) * إذا كانت بمرأى منهم كقوله عليه السلام لا تتراءى ناراهما أي لا تتقاربان بحيث تكون إحداهما بمرأى من الأخرى على المجاز والتأنيث لأنه بمعنى النار أو جهنم * (من مكان بعيد) * هو أقصى ما يمكن أن يرى منه * (سمعوا لها تغيظا وزفيرا) * صوت تغيظ شبه صوت غليانها بصوت المغتاظ وزفيره وهو صوت يسمع من جوفه هذا وإن الحياة لما لم تكن مشروطة عندنا بالبنية أمكن أن يخلق الله فيها حياة فترى وتتغيظ وتزفر وقيل إن ذلك لزبانيتها فنسب إليها على حذف المضاف
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»