تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢١٥
* (الملك يومئذ الحق للرحمن) * الثابت له لأن كل ملك يبطل يومئذ ولا يبقى إلا ملكه فهو الخبر و * (للرحمن) * صلته أو تبين و * (يومئذ) * أو * (للرحمن) * * (وكان يوما على الكافرين عسيرا) * شديدا * (ويوم يعض الظالم على يديه) * من فرط الحسرة وعض اليدين وأكل البنان وحرق الأسنان ونحوها كنايات عن الغيظ والحسرة لأنها من روادفهما والمراد ب * (الظالم) * الجنس وقيل عقبة بن أبي معيط كان يكثر مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم فدعاه إلى ضيافته فأبى أن يأكل من طعامه حتى ينطق بالشهادة ففعل وكان أبي بن خلف صديقه فعاتبه وقال صبأت فقال لا ولكن آلى أن لا يأكل من طعامي وهو في بيتي فاستحيت منه فشهدت له فقال لا أرى منك إلا أن تأتيه فتطأ قفاه وتبزق في وجهه فوجده ساجدا في دار الندوة ففعل ذلك فقال عليه الصلاة والسلام لا ألقاك خارجا من مكة إلا علوت رأسك بالسيف فأسر يوم بدر فأمر عليا فقتله وطعن أبيا بأحد في المبارزة فرجع إلى مكة ومات * (يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا) * طريقا إلى النجاة أو طريقا واحدا وهو طريق الحق ولم تتشعب بي طرق الضلالة * (يا ويلتي) * وقرئ بالياء على الأصل * (ليتني لم أتخذ فلانا خليلا) * يعني من أضله وفلان كناية عن الأعلام كما أن هنا كناية عن الأجناس * (لقد أضلني عن الذكر) * عن ذكر الله أو كتابه أو موعظة الرسول أو كلمة الشهادة * (بعد إذ جاءني) * وتمكنت منه * (وكان الشيطان) * يعني الخليل المضل أو إبليس لأنه حمله على مخالته ومخالفة الرسول أو كل من تشيطن من جن وإنس * (للإنسان خذولا) * يواليه حتى يؤديه إلى الهلاك ثم يتركه ولا ينفعه فعول من الخذلان وقال الرسول محمد يومئذ أو في الدنيا بثا إلى الله تعالى * (يا رب إن قومي) * قريشا * (اتخذوا هذا القرآن مهجورا) * بأن تركوه وصدوا عنه وعنه عليه الصلاة والسلام من تعلم القرآن وعلق مصحفه ولم يتعاهده ولم ينظر فيه جاء يوم القيامة متعلقا به يقول يا
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»