وهو الإسلام بالتقوية والتثبيت * (وليبدلنهم من بعد خوفهم) * العداد وقرأ ابن كثير وأبو بكر بالتخفيف * (آمنا) * منهم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مكثوا بمكة عشر سنين خائفين ثم هاجروا إلى المدينة وكان يصبحون في السلاح ويمسون فيه حتى أنجز الله وعده فأظهرهم على العرب كلهم وفتح لهم بلاد الشرق والغرب وفيه دليل على صحة النبوة للإخبار عن الغيب على ما هو به وخلافه الخلفاء الراشدين إذ لم يجتمع الوعود والوعود عليه لغيرهم بالإجماع وقيل الخوف من العذاب والأمن منه في الآخرة * (يعبدونني) * حال من الذين لتقيد الوعد بالثبات على التوحيد أو استئناف ببيان المقتضي للاستخلاف والأمن * (لا يشركون بي شيئا) * حال من الواو أي يعبدونني غير مشركين * (من كفر) * ومن ارتد أو كفر هذه النعمة * (بعد ذلك) * بعد الوعد أو حصول الخلافة * (فأولئك هم الفاسقون) * الكاملون في فسقهم حيث ارتداوا بعد وضوح مصل هذه الآيات أو كفروا تلك النعمة العظيمة * (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول) * في سائر ما أمركم به ولا يبعد عطف ذلك على أطيعوا الله فإن الفاصل وعد على المأمور به فيكون تكرير الأمر بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لتأكيد وتعليق الرحمة بها أو بالمندرجة هي فيه بقوله * (لعلكم ترحمون) * كما علق به الهدى * (لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض) * لا تحسبن يا محمد الكفار معجزين لله إن إدراكهم وإهلاكهم و * (في الأرض) * صلة * (معجزين) * وقرأ ابن عامر وحمزة بالياء على أن الضمير فيه لمحمد صلى الله عليه وسلم والمعنى كما هو في القراءة بالتاء أو * (الذين كفروا) * فاعل والمعنى ولا يحسبن الكفار في الأرض أحدا معجزا لله فيكون * (معجزين في الأرض) *
(١٩٨)