تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٩٦
* (ويقولون آمنا بالله وبالرسول) * نزلت في بشر المنافق خاصم يهوديا فدعاه إلى كعب بن الأشرف وهو يدعوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقيل في مغيرة بن وائل خاصم عليا رضي الله عنه في أرض فأبى أن يحاكمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم * (وأطعنا) * أي وأطعناهما * (ثم يتولى) * با امتناع عن قبول حكمه * (فريق منهم من بعد ذلك) * بعد قولهم هذا * (وما أولئك بالمؤمنين) * إشارة إلى القائلين بأسرهم فيكون إعلاما من الله تعالى بأن جميعهم وإن آمنوا بلسانهم لم تؤمن قلوبهم أو إلى الفريق منهم وسلب الإيمان عنهم لتوليهم والتعريف فيه للدلالة على أنهم ليسوا بالمؤمنين الذين عرفتهم وهم المخلصون في الإيمان والثابتون عليه * (وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم) * أي ليحكم النبي صلى الله عليه وسلم فإنه الحاكم ظاهر والمدعوا إليه وذكر الله لتعظيمه والدلالة على أن حكمه صلى الله عليه وسلم في الحقيقة حكم الله تعالى * (إذا فريق منهم معرضون) * فاجأ فريق منهم الإعراض إذا كان الحق عليهم لعلمهم بأنك لا تحكم لهم وهو شرح للتولي ومبالغة فيه * (وإن يكن لهم الحق) * أي الحكم لا عليهم * (يأتوا إليه مذعنين) * منقادين لعلمهم بأنه يحكم لهم و * (إليه) * صلة ل * (يأتوا) * أو ل * (مذعنين) * وتقديمه للاختصاص * (أفي قلوبهم مرض) * كفر أو ميل إلى الظلم * (أم ارتابوا) * بأن رأوا منك تهمه فزال يقينهم وثقتهم بك * (أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله) * في الحكومة * (بل أولئك هم الظالمون) * إضراب عن القسمين الأخيرين لتحقيق القسم فتعين الأول ووجه التقسيم أن امتناعهم إما لخلل فيهم أو في الحاكم والثاني إما أي يكون محققا عندهم أو متوقعا وكلاهما باطل لأن منصب نبوته وفرط أمانته صلى الله عليه وسلم يمنعه فتعين الأول وظلمهم يعم خلل عقيدتهم وميل نفوسهم إلى الحيف والفصل لنفي ذلك عن غيرهم سيما المدعوا إلى حكمه * (إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون) * على عادته تعالى في اتباع ذكر المحق المبطل والتنبيه على ما ينبغي بعد إنكاره لما لا ينبغي وقرئ * (قول) * بالرفع و * (ليحكم) * على البناء للمفعول وإسناده إلى ضمير مصدره على معنى ليفعل الحكم
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»