على إسناده إلى أحد الظروف الثلاثة ورفع رجال بما يدل عليه وقرئ تسبح بالتاء مكسورا لتأنيث الجمع ومفتوحا على إسناده إلى أوقات الغدو * (رجال لا تلهيهم تجارة) * لا تشغلهم معاملة رابحة * (ولا بيع عن ذكر الله) * مبالغة بالتعميم بعد التخصيص إن أريد به مطلق المعارضة أو بإفراد ما هو الأهم من قسمي التجارة فإن الربح يتحقق بالبيع ويتوقع بالشراء وقيل المراد بالتجارة الشراء فإنه أصلها ومبدؤها وقيل الجلب لأنه الغالب فيها ومنه يقال تجر في كذا إذا جلبه وفيه إيماء بأنهم تجار * (وأقام الصلاة) * عوض فيه الإضافة من التاء المعوضة عن العين الساقطة بالإعلال كقوله (وأخلفوك عد الأمر الذي وعدوا) * (وإيتاء الزكاة) * ما يجب إخراجه من المال للمستحقين * (يخافون يوما) * مع ما هم عليه من الذكر والطاعة * (تتقلب فيه القلوب والأبصار) * تضطرب وتتغير من الهول أو تتقلب أحوالها فتفقه القلوب ما لم تكن تفقه وتبصر الأبصار ما لم تكن تبصره أو تتقلب القلوب مع توقع النجاة وخوف الهلاك والأبصار من أي ناحية يؤخذ بهم ويؤتى كتبهم * (ليجزيهم الله) * متعلق بيسبح أو لا تلهيهم أو يخافون * (أحسن ما عملوا) * أحسن جزاء ما عملوا الموعود لهم من الجنة * (ويزيدهم من فضله) * أشياء لم يعدهم بها على أعمالهم ولم تخطر ببالهم * (والله يرزق من يشاء بغير حساب) * تقرير للزيادة وتنبيه على كمال القدرة ونفاذ المشيئة وسعة الإحسان * (والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة) * والذين كفروا خالهم على ضد ذلك فإن أعمالهم التي يحسبونها صالحة نافعة عند الله يجدونها لاغية مخيبة في العاقبة كالسراب وهو ما يرى في القلاة من لمعان الشمس عليها وقت الظهيرة فيظن أنه ماء يسرب أي يجري والقيعة بمعنى القاع وهو الأرص الخالية عن النبات وغيره المستوية وقيل جمعه كجار وجيرة وقرئ (بقيعات) كديمات في ديمة * (يحسبه الظمآن ماء) * أي العطشان
(١٩٢)