تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٦٣
بالكتاب الذي هو ذكرهم أي وعظهم أو صيتهم أو الذكر الذي تمنوه بقولهم * (لو أن عندنا ذكرا من الأولين) * وقرئ (بذكراهم) * (فهم عن ذكرهم معرضون) * لا يلتفتون إليه * (أم تسألهم) * قيل أنه قسيم قوله * (أم به جنة) * * (خرجا) * أجرا على أداء الرسالة * (فخراج ربك) * رزقة في الدنيا أو ثوابه في العقبى * (خير) * لسعته ودوامه ففيه مندوحة لك عن عطائهم والخرج بإزاء الدخل يقال لكل ما تخرجه إلى غيرك والخراج غالب في لاضريبة على الأرض ففيه إشعار بالكثرة واللزوم فيكون أبلغ ولذلك عبر به عن عطاء الله إياه وقرأ ابن عامر (خرجا فخرج) وحمزة والكسائي (خراجا فخراج) للمزاوجة * (وهو خير الرازقين) * تقرير لخيرية خراجه تعالى * (وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم) * تشهد العقول السليمة على استقامته لا عوج فيه يوجب اتهامهم له واعلم أنه سبحانه ألزمهم الحجة وأزاح العلة في هذه الآيات بأن حصر أقسام ما يؤدي إلى الإنكار والاتهام وبين انتفاءها ما عدا كراهة الحق وقلة الفطنة * (وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط) * عن الصراط السوي * (لناكبون) * لعادلون عنه فإن خوف الآخرة أقوى البواعث على طلب الحق وسلوك طريقه * (ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر) * يعني القحط * (للجوا) * لثبتوا واللجاج التمادي في الشيء * (في طغيانهم) * إفراطهم في الكفر والاستكبار عن الحق وعداوة الرسول والمؤمنين * (يعمهون) * عن الهدى روي أنهم قحطوا حتى أكلوا العلهز فجاء أبو سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أنشدك الله والرحم ألست تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين قال بلى فقال قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع فنزلت
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»