تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٦٨
للجماعة * (برزخ) * حائل بينهم وبين الرجعة * (إلى يوم يبعثون) * يوم القيامة وهو إقناط كلي عن الرجوع إلى الدنيا لما علم أنه لا رجعة يوم البعث إلى الدنيا وإنما الرجوع فيه غلى حياة تكون في الآخرة * (فإذا نفخ في الصور) * لقيام الساعة والقراءة بفتح الواو وبه وبكسر الصاد يؤيد أن * (الصور) * أيضا جمع الصورة * (فلا أنساب بينهم) * تنفعهم لزاول التعاطف والتراحم من فرط الحيرة واستيلاء الدهشة بحيث يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه أو يفتخرون بها * (يومئذ) * كما يفعلون اليوم * (ولا يتساءلون) * ولا يسال بعضهم بعضا لاشتغاله بنفسه وهو لا يناقض قوله * (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون) * لأنه عند النفخة وذلك بعد المحاسبة أو دخول أهل الجنة الجنة والنار النار * (فمن ثقلت موازينه) * موزونات عقائده وأعماله أي فمن كانت له عقائد وأعمال صالحة يكون لها وزن عند الله تعالى وقدر * (فأولئك الذين خسروا أنفسهم) * غبنوها حيث ضبعوا زمان استكمالها وأبطلوا استعدادها لنيل كمالها * (في جهنم خالدون) * بدل من الصلة أو خير ثان * (فأولئك) * * (تلفح وجوههم النار) * تحرقها واللفح كالنفح إلا أنه أشد تأثيرا * (وهم فيها كالحون) * من شدة الاحتراق والكلوح تقلص الشفتين عن الأسنان وقرئ (كلحون) * (ألم تكن آياتي تتلى عليكم) * على إضمار القول أي يقال لهم * (ألم تكن) * * (فكنتم بها تكذبون) * تأنيب وتذكير لهم بما استحقوا هذا العذاب لأجله * (قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا) * ملكتنا بحيث صارت أحوالنا مؤدبة إلى سوء العاقبة وقرأ حمزة والكسائي (شقاوتنا) بالفتح كالسعادة وقرئ بالكسر كالكتابة * (وكنا قوما ضالين) * عن الحق
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»