تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٦٤
* (ولقد أخذناهم بالعذاب) * يعني القتل يوم بدر * (فما استكانوا لربهم) * بل أقاموا على عتوهم واستكبارهم واستكان استفعل من الكون لأن المفتقر انتقل من كون إلى كون أو افتعل من السكون أشبعت فتحته * (وما يتضرعون) * وليس من عادتهم التضرع وهو استشهاد على ما قبله * (حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد) * يعني الجوع فإنه أشد من القتل والأسر * (إذا هم فيه مبلسون) * متحيزون آيسون من كل خير حتى جاءك أعتاهم يستعطفك * (وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار) * لتحسوا بها ما نصب من الآيات * (والأفئدة) * لتتفكروا فيها وتستدلوا بها إلى غير ذلك من المنافع الدينية والدنيوية * (قليلا ما تشكرون) * تشكرونها شكرا قليلا لأن العمدة في شكرها استعمالها فيما خلقت لأجله والإذعان لمانحها من غير إشراك و * (ما) * صلة للتأكيد * (وهو الذي ذرأكم في الأرض) * خلقكم وبثكم فيها بالتناسل * (وإليه تحشرون) * تجمعون يوم القيامة بعد تفرقكم * (وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار) * ويختص به تعاقبهما لا يقدر على غيره فيكون ردا لنسبته إلى الشمس حقيقة أو لأمره وقضائه تعاقبهما أو انتقاص أحدهما وازدياد الآخر * (أفلا تعقلون) * بالنظر والتأمل أن الكل منا وأن قدرتنا تعم الممكنات كلها وأن البعث من جملتها وقرئ بالياء على أن الخطاب السابق لتغليب المؤمنين * (بل قالوا) * أي كفار مكة * (مثل ما قال الأولون) * آباؤهم ومن دان بدينهم
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»