تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٦٢
* (أم يقولون به جنة) * فلا يبالون بقوله وكانوا يعلمون أنه صلى الله عليه وسلم أرجحهم عقلا وأدقهم نظرا * (بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون) * لأنه يخالف شهواتهم وأهواءهم فلذلك أنكروه وإنما قيد الحكم بالأكثر لأنه كان منهم من ترك الإيمان استنكافا من توبيخ قومه أو لقلة فطنته وعدم فكرته لا كراهة للحق * (ولو اتبع الحق أهواءهم) * بأن كان في الواقع آلهة شتى * (لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن) * كما سبق تقريره في قوله تعالى * (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا) * وقيل لو اتبع الحق أهواءهم وانقلب باطلا لذهب ما قام به العالم فلم يبق أو لو اتبع الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم أهواءهم وانقلب شركا لجاء الله بالقيامة وأهلك العالم من فرط غضبه أو لو اتبع الله أهواءهم بأن أنزل ما يشتهونه من الشرك والمعاصي لخرج عن الألوهية ولم يقدر أن يمسك السماوات والأرض وهو على أصل المعتزلة * (بل أتيناهم بذكرهم) *
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»