تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٥٨
* (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات) * نداء وخطاب لجميع الأنبياء لا على أنهم خوطبوا بذلك دفعه لأنهم أرسلوا في أزمنة مختلفة بل على معنى أ كلا منهم خوطب به في زمانه فيدخل تحته عيسى دخولا أوليا ويكون ابتداء كلام تنبيها على أن تهيئة أسباب التنعم لم تكن له خاصة وأن إباحة الطيبات للأنبياء شرع قديم واحتجاجا على الرهبانية في رفض الطيبات أو حكاية لما ذكر لعيسى وأمه عند إيوائهما إلى الربوة ليقتديا بالرسل في تناول ما رزقا وقيل النداء له ولفظ الجمع للتعظيم والطيبات ما يستلذ به من المباحات وقيل الحلال الصافي القوام فالحلال ما لا يعصى الله فيه والصافي ما لا ينسى الله فيه والقوام ما يمسك النفس ويحفظ العقل * (واعملوا صالحا) * فإنه المقصود منكم والنافع عند ربكم * (إني بما تعملون عليم) * فأجازيكم عليه * (وإن هذه) * أي ولأن * (هذه) * والمعللبه * (فاتقون) * أو واعلموا أن هذه وقيل إنه معطوف على * (ما تعملون) * وقرأ ابن عامر بالتخفيف والكوفيون بالكسر على الاستئناف * (أمتكم أمة واحدة) * ملتكم ملة واحدة أي متحدة في الاعتقاد وأصول الشرائع أو جماعتكم جماعة واحدة متفقة على الإيمان والتوحيد في العبادة ونصب * (أمة) * على الحال * (وأنا ربكم فاتقون) * في شق العصا ومخالفة الكلمة * (فتقطعوا أمرهم بينهم) * فتقطعوا أمر دينهم جعلوه أديانا مختلفة أو فتفرقوا وتحزبوا وأمرهم منصوب بنزع الخافض أو التمييز والضمير لما دل عليه الأمة من أربابها أولها * (زبرا) * قطعا جمع زبور الذي بمعنى الفرقة ويؤيده القراءة بفتح الباء فإنه جمع زبرة وهو حال من أمرهم أو من الواو أو مفعول ثان ل * (فتقطعوا) * فإنه متضمن معنى جعل وقيل
(١٥٨)
مفاتيح البحث: الرفض (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»