تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٦١
* (قد كانت آياتي تتلى عليكم) * يعني القرآن * (فكنتم على أعقابكم تنكصون) * تعرضون مدبرين عن سماعها وتصديقها والعمل لها والنكوص الرجوع قهقرى * (مستكبرين به) * الضمير للبيت وشهوة استكبارهم وافتخارهم بأنه قوامه أغنت عن سبق ذكره أو لا يأتي فإنها بمعنى كتابي والباء متعلقة ب * (مستكبرين) * لأنه بمعنى مكذبين أو لأن استكبارهم على المسلمين حدث بسبب استماعه أو بقوله * (سامرا) * أي تسمرون بذكر القرآن والطعن فيه وهو في الأصل مصدر جاء على لفظ الفاعل كالعاقبة وقرئ (سمرا) جمع سامر * (تهجرون) * من الهجر بالفتح إما بمعنى القطيعة أو الهذيان أي تعرضون عن القرآن أو تهذون في شأنه أو لا هجر بالضم أي الفحش ويؤيد الثاني قراءة نافع * (تهجرون) * من أهجر وقرئ * (تهجرون) * على المبالغة * (أفلم يدبروا القول) * أي القرآن ليعلموا أنه الحق من ربهم بإعجاز لفظه ووضوح مدلوله * (أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين) * من الرسول والكتاب أو من الأمن من عذاب الله تعالى فلم يخافوا كما خاف آباؤهم الأقدمون كإسماعيل وأعقابه فآمنوا به وبكتابه ورسله وأطاعوه * (أم لم يعرفوا رسولهم) * بالأمانة والصدق وحسن الخلق وكمال العلم مع عدم التعلم إلى غير ذلك مما هو صفة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام * (فهم له منكرون) * دعواه لأحد هذه الوجوه إذ لا وجه له غيرها فإن إنكار الشيء قطعا أو ظنا إنما يتجه إذا ظهر امتناعه بحسب النوع أو اشخص أبو ببحث عما يدل عليه أقصى ما يمكن فلم يوجد
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»