تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٦٠
تعالى * (فآتاهم الله ثواب الدنيا) * فيكون إثباتا لهم ما نفي عن أضدادهم * (وهم لها سابقون) * لأجلها فاعلون السبق أو سابقون الناس إلى الطاعة أو الثواب أبو الجنة أو سابقونها أي ينالونها قبل الآخرة حيث عجلت لهم في الدنيا كقوله تعالى * (هم لها عاملون) * * (ولا نكلف نفسا إلا وسعها) * قدر طاقتها يريد به التحريض على ما وصف به الصالحين وتسهيله على النفوس * (ولدينا كتاب) * يريد به اللوح أو صحيفة العمال * (ينطق بالحق) * بالصدق لا يوجد فيه ما يخالف الواقع * (وهم لا يظلمون) * بزيادة عقاب أو نقصان ثواب * (بل قلوبهم) * قلوب الكفرة * (في غمرة) * في غفلة غامرة لها * (من هذا) * من الذي ووصف به هؤلاء أو من كتاب الحفظة * (ولهم أعمال) * خبيثة * (من دون ذلك) * متجاوزة لما وصفوا به أو متخطية عما هم عليه من الشرك * (هم لها عاملون) * معتادون فعلها * (حتى إذا أخذنا مترفيهم) * متنعميهم * (بالعذاب) * يعني القتل يوم بدر أو الجوع حين دعا عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم فقال (اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف) فقحطوا حتى أكلوا الجيف والكلاب والعظام المحرقة * (إذا هم يجأرون) * فاجثوا الصراخ بالاستغاثة وهو جواب الشرط والجملة مبتدأ بعد حتى ويجوز أن يكون الجواب * (لا تجأروا اليوم) * فإنه مقدر بالقول أي قيل لهم * (لا تجأروا اليوم) * * (إنكم منا لا تنصرون) * تعليل للنهي أي لا تجأروا فإنه لا ينفعكم إذ لا تمنعون منا أو لا يلحقكم نصر ومعونة من جهتنا
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»