تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٦٦
الألوهية * (إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض) * جواب محاجتهم وجزاء شرط حذف لدلالة ما قبله عليه أي لو كان معه آلهة كما تقولن للذهب كل منهم بما خلقه واستبد به وامتاز ملكه عن ملك الآخرين وظهر بينهم التحارب والتغالب كما هو حال ملوك الدنيا فلم يكن بيده وحده ملكوت كل شيء واللازم باطل بالإجماع والاستقراء وقيام البرهان على استناد جميع الممكنات إلى واجب واحد * (سبحان الله عما يصفون) * من الولد والشريك لما سبق من الدليل على فساده * (عالم الغيب والشهادة) * خبر مبتدأ محذوف وقد جره ان ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ويعقوب وحفص على اللصفة وهو دليل آخر على نفي الشريك بناء على توافقهم في أنه المنفرد بذلك ولهذا رتب عليه * (فتعالى عما يشركون) * بالفاء * (قل رب إما تريني) * إن كان لا بد من أن تريني لأن ما والنون للتأكيد * (ما يوعدون) * من العذاب في الدنيا والآخرة * (رب فلا تجعلني في القوم الظالمين) * قرينا لهم في العذاب وهو إما لهضم النفس أو لأن شؤم الظلمة قد يحيق بم وراءهم كقوله تعالى * (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) * عن الحسن أنه تعالى أخبر نبيه عليه السلام أنهله في أمته نقمة ولم يطلعه على وقتها فأمره بهذا الدعاء وتكرير النداء وتصدير كل واحد من الشرط والجزاء به فضل تضرع وجؤار * (وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون) * لكنا نؤخر علمنا بأن بعضهم أو بعض أعقابهم يؤمنون أو لأنا لا نعذبهم وأنت فيهم ولعله رد لإنكارهم الموعود واستعجالهم له استهزاء به وقيل قد أراه وهو قتل بدر أو فتح مكة * (ادفع بالتي هي أحسن السيئة) * وهو الصفح عنها والإحسان في مقابلتها لكن بحيث لم يؤد إلى وهن في الدين وقيل هي كلمة التوحيد والسيئة الشرك وقيل هو الأمر بالمعروف والسيئة المنكر وهو أبلغ من ادفع بالحسنة السيئة لما فيه من التنصيص على
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»