تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٥٧
ترى في جانب النقصان أغبياء لا يعود عليهم الفك برادة يمكن أن يكون في طرف الزيادة أغنياء عن التفكر والتعلم في أكثر الأشياء وأغلب الأحوال فيدركون ما لا يدرك غيرهم ويعلمون ما لا ينتهي إليه علمهم وإليه أشار بقوله تعالى * (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد) * * (وقومهما) * يعني بني إسرائيل * (لنا عابدون) * خادمون منقادون كالعباد * (فكذبوهما فكانوا من المهلكين) * بالغرق في بحر قلزم * (ولقد آتينا موسى الكتاب) * التوراة * (لعلهم) * لعل بني إسرائيل ولا يجوز عود الضمير إلى * (فرعون) * وقومه لأن التوراة نزلت بعد إغراقهم * (يهتدون) * إلى المعارف والأحكام * (وجعلنا ابن مريم وأمه آية) * بولادتها إياه من غير مسيس فالآية أمر واحد مضاف إليهما أو * (وجعلنا ابن مريم) * آية بأن تتكلم في المهد وظهرت منه معجزات أخر * (وأمه) * آية بأن ولدت من غير مسيس فحذفت الأولى لدلالة الثانية عليها * (وآويناهما إلى ربوة) * أرض بيت المقدس فإنها مرتفعة أو دمشق أو رملة فلسطين أو مصر فإن قراها على الربى وقرأ ابن عامر وعاصم بفتح الراء وقرئ (رباوة) بالضم والكسر * (ذات قرار) * مستقر من الأرض منبسطة وقيل ذات ثمار وزروع فإن ساكنيها يستقرون فيها لأجلها * (ومعين) * وماء طاهر جار فعيل من معن الماء إذا جرى وأصله الابعاد في الشيء أو من الماعون وهو المنفعة لأنه نفاع أو مفعول من عانه إذا أدركه بعينه لأنه لظهوره مدرك بالعيون وصف ماءها بذلك لأنه الجامع لأسباب التنزه وطيب المكان
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»