تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٥١
به شجرة * (تخرج من طور سيناء) * جبل موسى عليه الصلاة والسلام بين مصر وأيلة وقيل بفلسطين وقد يقال له طور سينين ولا يخلو من أن يكون الطور للجبل وسيناء اسم بقعة أضيف إليها أو المركب منهما علم له كامرئ القيس ومنع صرفه للتعريف والعجمة أو التأنيث على تأويل البقعة لا اللألف لأنه فيعال كديماس من السناء بالمد وهو الرفعة أو بالقصر وهو النور أو ملحق بفعلال كعلباء من السين إذ لا فعلاء بألف التأنيث بخلاف * (سيناء) * على قراءة الكوفيين والشامي ويعقوب فإنه فيعال ككيسان أو فعلاء كصحراء لا فعلال إذ ليس في كلامهم وقرئ بالكسر والقصر * (تنبت بالدهن) * أي تنبت ملتبسا بالدهن ومستصحبا له ويجوز أن تكون الباء صلة معدية ل * (تنبت) * كما في قولك ذهبت يزيد وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب في رواية * (تنبت) * وهو إما من أنبت بمعنى نبت كقول زهير (رأيت ذوي الحاجات عند بيوتهم فطينا لهم حتى إذا أنبت البقل) أو على تقدير * (تنبت) * زيتونا ملتبسا بالدهن وقرئ على البناء للمفعول هو كالأول وتثم ربالدهن وتخرج الدهن وتنبت بالدهان * (وصبغ للآكلين) * معطوف على الدهن جار على إعرابه عطف أ د وصفي الشيء على الآخر أي تنبت بالشيء الجامع بين كونه دهنيا يدهن به ويسرج منه وكونه إداما يصبغ فيه الخبز أي يغمس فيه للإئتدام وقرئ وصباغ كدباغ في دبغ * (وإن لكم في الأنعام لعبرة) * تعتبرون بحالها وتستدلون بها * (نسقيكم مما في بطونها) * من الألبان أو من العلف فإن اللبن يتكون منه فمن للتبعيض أو للابتداء وقرأ نافع وابن عامر وأبو بكر ويعقوب * (نسقيكم) * بفتح النون * (ولكم فيها منافع كثيرة) * في ظهورها وأصوافها وشعورها * (ومنها تأكلون) * فتنتفعون بأعيانها * (وعليها) * وعلى النعام فإن منها ما يحمل عليه كالإبل والبقر وقيل المراد الإبل لأنها هي المحمول عليها عندهم والمناسب للفلك فإنها سفائن البر قال ذو الرمة (سفينة بر تحت خدي زمامها)
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»