تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٥٦
من الواو كتولج وتيقور والألف للتأنيث لأن الرسل جماعة وقرأ أبو عمرو وابن كثير بالتنوين على أنه مصدر بمعنى المواترة وقع حالا وأماله حمزة وابن عامر والكسائي * (كل ما جاء أمة رسولها كذبوه) * إضافة الرسول مع الإرسال إلى المرسل ومع المجيء إلى المرسل إليهم لأن الإرسال الذي هو مبدأ الأمر منه والمجيء الذي هو منتهاه إليهم * (فأتبعنا بعضهم بعضا) * في الإهلاك * (وجعلناهم أحاديث) * لم نبق منهم إلا حكايات يسمر بها وهو اسم جمع للحديث أو جمع أحدوثة وهي ما يتحدث به تلهيا * (فبعدا لقوم لا يؤمنون) * * (ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا) * بالآيات التسع * (وسلطان مبين) * وحجة واضحة ملزمة للخصم ويجوز أن يراد به العصا وأفرادها لأنها أول المعجزات وأمها تعلقت بها معجزات شتى كانقلابها حية وتلقفها ما أفكته السحرة وانفلاق البحر وانفجار العيون من الحجر بضربهما بها وحراستها ومصيرها شمعة وشجرة خضراء مثمرة ورشاء ودلوا وأن يراد به المعجزات وبالآيات الحجج وأن يراد بهما المعجزات فإنهما آيات للنبوة وحجة بينة على ما يدعيه النبي صلى الله عليه وسلم * (إلى فرعون وملئه فاستكبروا) * على الإيمان والمتابعة * (وكانوا قوما عالين) * متكبرين * (فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا) * ثنى البشر لأنه يطلق للواحد كقوله * (بشرا سويا) * كما يطلق للجمع كقوله * (فإما ترين من البشر أحدا) * ولم يئن المثل لأنه في حكم المصدر وهذه القصص كما نرى تشهد بأن قصارى شبه المنكرين للنبوة قياس حال الأنبياء على أحوالهم لما بينهم من المماثلة في الحقيقة وفساده يظهر للمستبصر بأدنى تأمل فإن النفوس البشرية وإن تشاركت في أصل القوى والإدراك لكنها متباينة الأقدام فيهما وكما
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»