تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٩٩
العربية والفصاحة وأشد تمرنا في النظم والعبارة * (وادعوا من استطعتم) * ومع ذلك فاستعينوا بمن أمكنكم أن تستعينوا به * (من دون الله) * سوى الله تعالى فإنه وحده قادر على ذلك * (إن كنتم صادقين) * أنه اختلقه * (بل كذبوا) * بل سارعوا إلى التكذيب * (بما لم يحيطوا بعلمه) * بالقرآن أول ما سمعوه قبل أن يتدبروا آياته ويحيطوا بالعلم بشأنه أو بما جهلوه ولم يحيطوا به علما من ذكر البعث والجزاء وسائر ما يخالف دينهم * (ولما يأتهم تأويله) * ولم يقفوا بعد على تأويله ولم تبلغ أذهانهم معانيه أو ولم يأتهم بعد تأويل ما فيه من الإخبار بالغيوب حتى يتبين لهم أنه صدق أم كذب والمعنى أن القرآن معجز من جهة اللفظ والمعنى ثم إنهم فاجئوا تكذيبه قبل أن يتدبروا نظمه ويتفحصوا معناه ومعنى التوقع في لما أنه قد ظهر لهم بالآخرة إعجازه لما كرر عليهم التحدي فزادوا قواهم في معارضته فتضاءلت دونها أو لما شاهدوا وقوع ما أخبر به طبقا لإخباره مرارا فلم يقلعوا عن التكذيب تمردا وعنادا * (كذلك كذب الذين من قبلهم) * أنبياءهم * (فانظر كيف كان عاقبة الظالمين) * فيه وعيد لهم بمثل ما عوقب به من قبلهم * (ومنهم) * ومن المكذبين * (من يؤمن به) * من يصدق به في نفسه ويعلم أنه حق ولكن يعاند أو من سيؤمن به ويتوب عن الكفر * (ومنهم من لا يؤمن به) * في نفسه لفرط غباوته وقلة تدبره أو فيما يستقبل بل يموت على الكفر * (وربك أعلم بالمفسدين) * بالمعاندين أو المصرين * (وإن كذبوك) * وإن أصروا على تكذيبك بعد إلزام الحجة * (فقل لي عملي ولكم عملكم) * فتبرأ منهم فقد أعذرت والمعنى لي جزاء عملي ولكم جزاء عملكم حقا كان أو باطلا * (أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون) * لا تؤاخذون بعملي ولا أؤاخذ بعملكم ولما فيه من إيهام الإعراض عنهم وتخلية سبيلهم قيل إنه منسوخ بآية السيف * (ومنهم من يستمعون إليك) * إذا قرأت القرآن وعلمت الشرائع ولكن لا يقبلون كالأصم الذي لا يسمع أصلا * (أفأنت تسمع الصم) * تقدر على إسماعهم * (ولو كانوا لا يعقلون) *
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»