تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٢٠٢
مضروب لهلاكهم * (إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) * لا يتأخرون ولا يتقدمون فلا تستعجلون فسيحين وقتكم وينجز وعدكم * (قل أرأيتم إن أتاكم عذابه) * الذي تستعجلون به * (بياتا) * وقت بيات اشتغال بالنوم * (أو نهارا) * حين كنتم مشتغلين بطلب معاشكم * (ماذا يستعجل منه المجرمون) * أي شيء من العذاب يستعجلونه وكله مكروه لا يلائم الاستعجال وهو متعلق ب * (أرأيتم) * لأنه بمعنى أخبروني والمجرمون وضع موضع الضمير للدلالة على أنهم لجرمهم ينبغي أن يفزعوا من مجيؤء العذاب لا أن يستعجلوه وجواب الشرط محذوف وهو تندموا على الاستعجال أو تعرفوا خطأه ويجوز أن يكون الجواب ماذا كقولك أن أتيتك ماذا تعطيني وتكون الجملة متعلقة ب * (أرأيتم) * أو بقوله * (أثم إذا ما وقع آمنتم به) * بمعنى إن أتاكم عذابه آمنتم به بعد وقوعه حين لا ينفعكم الإيمان وماذا يستعجل اعتراض ودخول حرف الاستفهام على ثم لانكار التأخير * (الآن) * على إرادة القول أي قيل لهم إذا آمنوا بعد وقوع العذاب الآن آمنتم به وعن نافع * (الآن) * بحذف الهمزة والقاء حركتها على اللام * (وقد كنتم به تستعجلون) * تكذيبا واستهزاء * (ثم قيل للذين ظلموا) * عطف على قيل المقدر * (ذوقوا عذاب الخلد) * المؤملم على الدوام * (هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون) * من الكفر والمعاصي * (ويستنبئونك) * ويستخبرونك * (أحق هو) * أحق ما تقول من الوعد أو ادعاء النبوة تقوله بجد أم باطل تهزل به قاله حيي بن اخطب لما قدم مكة والأطهر أن الاستفهام فيه على أصله لقوله * (ويستنبئونك) * وقيل إنه للانكار ويؤيده انه قرئ * (الحق هو) * فإن فيه تعريضا بأنه باطل وأحق مبتدأ والضمير مرتفع به ساد مسد الخبر أو خبر مقدم والجملة في
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»