تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٢١٠
الأجرام فلذلك تهاونوا برسالة ربهم واجترؤوا على ردها * (فلما جاءهم الحق من عندنا) * وعرفوه بتظاهر المعجزات الباهرة المزيلة للشك * (قالوا) * من فرط تمردهم * (إن هذا لسحر مبين) * ظاهر أنه سحر أو فائق في فنه واضح فيما بين إخوته * (قال موسى أتقولون للحق لما جاءكم) * إنه لسحر فحذف المحكي المقول لدلالة ما قبله عليه ولا يجوز أن يكون * (أسحر هذا) * لأنهم بتوا القول بل هو استئناف بإنكار ما قالوه اللهم إلا أن يكون الاستفهام فيه للتقرير والمحكي مفهوم قولهم ويجوز انيكون معنى * (أتقولون للحق) * أتعيبونه من قولهم فلان يخاف القالة كقوله تعالى * (سمعنا فتى يذكرهم) * فيستغني عن المفعول * (ولا يفلح الساحرون) * من تمام كلام موسى للدلالة على أنه ليس بسحر فإنه لو كان سحرا لاضمحل ولم يبطل السحرة ولأن العالم بأنه لا يفلح الساحر لا يسحر أو من تمام قولهم إن جعل أسحر هذا محكيا كأنهم قالوا أجئتنا بالسحر تطلب به الفلاح ولا يفلح الساحرون * (قالوا أجئتنا لتلفتنا) * لتصرفنا واللفت والفتل أخوان * (عما وجدنا عليه آباءنا) * من عبادة الأصنام * (وتكون لكما الكبرياء في الأرض) * الملك فيها سمي بها لاتصاف الملوك بالكبر أو التكبر على الناس باستتباعهم * (وما نحن لكما بمؤمنين) * بمصدقين فيما جئتما به * (وقال فرعون ائتوني بكل ساحر) * وقرأ حمزة والكسائي * (بكل سحار) * * (عليم) * حاذق فيه * (فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون) * * (فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر) * أي الذي جئتم به هو السحر لا ما سماه فرعون وقومه سحرا وقرأ أبو عمرو * (السحر) * على أن * (ما) * استفهامية مرفوعة بالابتداء
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»