تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٩٨
كسرت لالتقاء الساكنين وروى أبو بكر * (يهدي) * باتباع الياء الهاء وقرأ أبو عمرو بالإدغام المجرد ولم يبال بالتقاء الساكنين لأن المدغم في حكم المتحرك وعن نافع برواية قالون مثله وقرئ * (إلا أن يهدى) * للمبالغة * (فما لكم كيف تحكمون) * بما يقتضي صريح العقل بطلانه * (وما يتبع أكثرهم) * فيما يعتقدونه * (إلا ظنا) * مستندا إلى خيالات فارغة وأقيسة فاسدة كقياس الغائب على الشاهد والخالق على المخلوق بأدنى مشاركة موهومة والمراد بالأكثر الجميع أو من ينتمي منهم إلى تمييز ونظر ولا يرضى بالتقليد الصرف * (إن الظن لا يغني من الحق) * من العلم والاعتقاد الحق * (شيئا) * من الإغناء ويجوز أن يكون مفعولا به و * (من الحق) * حالا منه وفيه دليل على أن تحصيل العلم في الأصول واجب والاكتفاء بالتقليد والظن غير جائز * (إن الله عليم بما يفعلون) * وعيد على اتباعهم للظن وإعراضهم عن البرهان * (وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله) * افتراء من الخلق * (ولكن تصديق الذي بين يديه) * مطابقا لما تقدمه من الكتب الإلهية المشهود على صدقها ولا يكون كذبا كيف وهو لكونه معجزا دونها عيار عليها شاهد على صحتها ونصبه بأنه خبر لكان مقدرا أو علة لفعل محذوف تقديره ولكن أنزله الله تصديق الذي وقرئ بالرفع على تقدير ولكن هو تصديق * (وتفصيل الكتاب) * وتفصيل ما حقق وأثبت من العقائد والشرائع * (لا ريب فيه) * منتفيا عنه الريب وهو خير ثالث داخل في حكم الاستدراك ويجوز أن يكون حالا من الكتاب فإنه مفعول في المعنى وأن يكون استئنافا * (من رب العالمين) * خبر آخر تقديره كائنا من رب العالمين أو متعلق بتصديق أو تفصيل و * (لا ريب فيه) * اعتراض أو بالفعل المعلل ويهما ويجوز أن يكون حالا من الكتاب أو من الضمير في * (فيه) * ومساق الآية بعد المنع عن اتباع الظن لبيان ما يجب اتباعه والبرهان عليه * (أم يقولون) * بل أيقولون * (افتراه) * محمد صلى الله عليه وسلم ومعنى الهمزة فيه للإنكار * (قل فأتوا بسورة مثله) * في البلاغة وحسن النظم وقوة المعنى على وجه الافتراء فإنكم مثلي في
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»