تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٨٨
كاستعجالهم بالخير فحذف منه ما حذف لدلالة الباقي عليه * (لقضي إليهم أجلهم) * لاميتوا وأهلكوا وقرأ ابن عامر ويعقوب * (لقضي) * على البناء للفاعل وهو الله تعالى وقرئ لقضينا * (فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون) * عطف على فعل محذوف دلت عليه الشرطية كأنه قيل ولكن لا نعجل ولا نقضي فنذرهم امهالا واستدراجا * (وإذا مس الإنسان الضر دعانا) * لإزالته مخلصا فيه * (لجنبه) * ملقى لجنبه أي مضجعا * (أو قاعدا أو قائما) * وفائدة الترديد تعميم الدعاء لجميع الأحوال أو لأصناف المضار * (فلما كشفنا عنه ضره مر) * يعني مضى على طريقته واستمر على كفره أو مر عن موقف الدعاء لا يرجع إليه * (كأن لم يدعنا) * كأنه لم يدعنا فخفف وحذف ضمير الشأن كما قال (ونحر مشرق اللون كأن ثدياه حقان) * (إلى ضر مسه) * إلى كشف ضر * (كذلك) * مثل ذلك التزيين * (زين للمسرفين ما كانوا يعملون) * من الانهماك في الشهوات والأعراض عن العبادات * (ولقد أهلكنا القرون من قبلكم) * يا أهل مكة * (لما ظلموا) * حين ظلموا بالتكذيب واستعمال القوى والجوارح لا على ما ينبغي * (وجاءتهم رسلهم بالبينات) * بالحجج الدالة على صدقهم وهو حال من الواو بإضمار قد أو عطف على ظلموا * (ما كانوا ليؤمنوا) * وما استقام لهم أن يؤمنوا لفساد استعدادهم وخذلان الله لهم وعلمه بأنهم يموتون على كفرهم واللام لتأكيد النفي * (كذلك) * مثل ذلك الجزاء وهو اهلاكهم بسبب تكذيبهم للرسل واصرارهم عليه بحيث تحقق انه لا فائدة في امهالهم * (نجزي القوم المجرمين) * نجزي كل مجرم أو نجزيكم فوضع المظهر موضع الضمير للدلالة على كمال جرمهم وانهم اعلام فيه * (ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم) * استخلفناكم فيها بعد القرون التي
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»