تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٩٧
في الضلال * (فأنى تصرفون) * عن الحق إلى الضلال * (كذلك حقت كلمة ربك) * أي كما حقت الربوبية لله أو أن الحق بعده الضلال أو أنهم مصرفون عن الحق كذلك حقت كلمة الله وحكمه وقرأ نافع وابن عامر * (كلمات) * هنا وفي آخر السورة وفي غافر * (على الذين فسقوا) * تمردوا في كفرهم وخرجوا عن حد الاستصلاح * (أنهم لا يؤمنون) * بدل من الكلمة أو تعليل لحقيتها والمراد بها العدة بالعذاب * (قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده) * جعل الإعادة كالإبداء في الإلزام بها لظهور برهانها وإن لم يساعدوا عليها ولذلك أمر الرسول صلى الله عليه وسلم عنهم في الجواب فقال * (قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده) * لأن لجاجهم لا يدعهم أن يعترفوا بها * (فأنى تؤفكون) * تصرفون عن قصد السبيل * (قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق) * بنصب الحجج وإرسال الرسل صلى الله عليه وسلم والتوفيق للنظر والتدبر وهدى كما يعدى بإلى لتضمنه معنى الانتهاء يعدى باللام للدلالة على أن المنتهى غاية الهداية وأنها لم تتوجه نحوه على سبيل الاتفاق ولذلك عدي بها ما أسند إلى الله تعالى * (قل الله يهدي للحق أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى) * أم الذي لا يهتدي إلا أن يهدى من قولهم هدي بنفسه إذا اهتدى أو لا يهدي غيره إلا أن يهديه الله وهذا حال أشراف شركائهم كالملائكة والمسيح وعزير وقرأ ابن كثير وورش عن نافع وابن عامر * (يهدي) * بفتح الهاء وتشديد الدال ويعقوب وحفص بالكسر والتشديد والأصل يهتدي فأدغم وفتحت الهاء بحركة التاء أو
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»