تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٨٩
أهلكناها استخلاف من يختبر * (لننظر كيف تعملون) * أتعملون خيرا أو شرا فنعاملكم على مقتضى أعمالكم وكيف معمول تعملون فإن معنى الاستفهام يحجب أن يعمل فيه ما قبله وفائدته الدلالة على أن المعتبر في الجزاء جهات الأفعال وكيفياتها لا هي من حيث ذاتها ولذلك يحسن الفعل تارة ويقبح أخرى * (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا) * يعني المشركين * (ائت بقرآن غير هذا) * بكتاب آخر نقرؤه ليس فيه ما نستعبده من البعث والثواب والعقاب بعد الموت أو ما نكرهه من معايب آلهتنا * (أو بدله) * بأن تجعل مكان الآية المشتملة على ذلك آية أخرى ولعلهم سألوا ذلك كي يسعفهم إليه فيلزموه * (قل ما يكون لي) * ما يصح لي * (أن أبدله من تلقاء نفسي) * من قبل نفسي وهو مصدر استعمل ظرفا وإنما اكتفى بالجواب عن التبديل لاستلزام امتناعه الاتيان بقرآن آخر * (إن أتبع إلا ما يوحى إلي) * تعليل لما يكون فإن المتبع لغيره في أمر لا يستبد بالتصرف فيه بوجه وجواب للنقض بنسخ بعض الآيات ببعض ورد لما عرضوا له بهذا السؤال من أن القرآن كلامه واختراعه ولذلك قيل التدبيل في الجواب وسماه عصيانا فقال * (إني أخاف إن عصيت ربي) * أي بالتبديل * (عذاب يوم عظيم) * وفيه ايماء بأنهم استوجبوا العذاب بهذا الاقتراح * (قل لو شاء الله) * غير ذلك * (ما تلوته عليكم ولا أدراكم به) * ولا أعلمكم به على لساني وعن ابن كثير (ولأدراكم) بلام التأكيد أي لو شاء الله ما تلوته عليكم ولأعلمكم به على لسان غيري والمعنى انه الحق الذي لا محيص عنه لو لم أرسل به لأرسل به غيري وقرئ * (ولا أدراكم) * (ولا أدرأتكم) بالهمز فيهما على لغة من يقلب الألف المبدلة من الياء همزة أو على أنه من الدرء بمعنى الدفع أي ولا جعلتكم بتلاوته خصماء تدرؤنني
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»