تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٨٧
سبيل يؤدي إلى الجنة أو لادراك الحقائق كما قال صلى الله عليه وسلم من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم أو لما يريدونه في الجنة ومفهوم الترتيب وإن دل على أن سبب الهداية هو الإيمان والعمل الصالح لكن دل منطوق قوله * (بإيمانهم) * على استقلال الإيمان بالسببية وأن العمل الصالح كالتتمة والرديف له * (تجري من تحتهم الأنهار) * استئناف أو خبر ثان أو حال من الضمير المنصوب على المعنى الأخير وقوله * (في جنات النعيم) * خبر أو حال أخرى منه أو من * (الأنهار) * أو متعلق ب * (تجري) * أو بيهدي * (دعواهم فيها) * أي دعاؤهم * (سبحانك اللهم) * اللهم إنا نسبحك تسبيحا * (وتحيتهم) * ما يحيى به بعضهم بعضا أو تحية اللائكة إياهم * (فيها سلام وآخر دعواهم) * وآخر دعائهم * (أن الحمد لله رب العالمين) * أي أن يقولون ذلك ولعل المعنى انهم إذا دخلوا الجنة وعاينوا عظمة الله وكبرياءه مجدوه ونعتوه بنعوت الجلال ثم حياهم الملائكة بالسلامة عن الآفات والفوز بأصناف الكرامات أو الله تعال فحمدوه واثنوا عليه بصفات الاكرام و * (إن) * هي المخففة من الثقيلة وقد قرئ بها وبنصب * (الحمد) * * (ولو يعجل الله للناس الشر) * ولو يسرعه إليهم * (استعجالهم بالخير) * وضع موضع تعجيله لهم الخير اشعارا بسرعة اجابته لهم في الخير حتى كأن استعجالهم به تعجيل لهم أو بأن المراد شر استعجلوه كقولهم * (فأمطر علينا حجارة من السماء) * وتقدير الكلام ولو يعجل الله للناس الشر تعجيله للخير حين استعجلوه استعجالا
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»