تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٨٤
بعث بشرا رسولا كما سبق ذكره في سورة الأنعام * (أن أنذر الناس) * أن هي المفسرة أو المخففة من الثقيلة فتكون في موقع مفعول أوحينا * (وبشر الذين آمنوا) * عمم الانذار إذ قلما من أحد ليس فيه ما ينبغي أن ينذر منه وخصص البشراة بالمؤمنين إذ ليس للكفار ما يصح أن يبشروا به حقيقة * (أن لهم) * بأن لهم * (قدم صدق عند ربهم) * سابقة منزلة رفيعة سميت قدما لأن السبق بها كما سميت النعمة يدا لأنها تعطى باليد وإضافتها إلى الصدق لتحققها والتنبيه على أنهم إنما ينالونها بصدق القول والنية * (قال الكافرون إن هذا) * يعنون الكتاب وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم * (لسحر مبين) * وقرأ ابن كثير والكوفيون لساحر على أن الإشارة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيه اعتراف بأنهم صادفوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أمورا خارقة للعادة معجزة إياهم عن المعارضة وقرئ * (إن هذا إلا سحر مبين) * * (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض) * التي هي أصول الممكنات * (في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر) * يقدر أمر الكائنات على ما اقتضته حكمته وسبقت به كلمته ويهيئ بتحريكه أسبابها وينزلها منه والتدبير النظر في أدبار الأمور لتجيء محمودة العاقبة * (ما من شفيع إلا من بعد إذنه) * تقرير لعظمته وعز جلاله ورد على من زعم أن آلهتهم تشفع لهم عند الله وفيه إثبات الشفاعة لمن أذن له * (ذلكم الله) * أي الموصوف بتلك الصفات المقتضية للألوهية والربوبية * (ربكم) * لا غير إذ لا يشاركه أحد في شيء من
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»