تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٩١
له شريكا أو هؤلاء شفعاء عنده وما لا يعلمه العالم بجميع المعلومات لا يكون له تحقق ما وفيه تقريع وتهكم بهم * (في السماوات ولا في الأرض) * حال من العائد المحذوف مؤكدة للنفي منبهة على أن ما يعبدون من دون الله أما سماوي وإما أرضي ولا شيء من الموجودات فيهما إلا وهو حادث مقهور مثلهم لا يليق أن يشرك به * (سبحانه وتعالى عما يشركون) * عن إشراكهم أو عن الشركاء الذين يشركونهم به وقرأ حمزة والكسائي هنا وفي الموضعين في أول النحل والروم بالتاء * (وما كان الناس إلا أمة واحدة) * موحدين على الفطرة أو متفقين على الحق وذلك في عهد آدم عليه السلام إلى أن قتل قابيل هابيل أو بعد الطوفان أو على الضلال في فترة من الرسل * (فاختلفوا) * باتباع الهوى والأباطيل أو ببعثه الرسل عليهم الصلاة والسلام فتبعتهم طائفة وأصرت أخرى * (ولولا كلمة سبقت من ربك) * بتأخير الحكم بينهم أو العذاب الفاصل بينهم إلى يوم القيامة فإنه يوم الفصل والجزاء * (لقضي بينهم) * عاجلا * (فيما فيه يختلفون) * بإهلاك المبطل وإبقاء المحق * (ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه) * أي من الآيات التي اقترحوها * (فقل إنما الغيب لله) * هو المختص بعلمه فلعله يعلم في إنزال الآيات المقترحة من مفاسد تصرف عن إنزالها * (فانتظروا) * لنزول ما اقترحتموه * (إني معكم من المنتظرين) * لما يفعل الله بكم بجحودكم ما نزل علي من الآيات العظام واقتراحكم غيره * (وإذا أذقنا الناس رحمة) * صحة وسعة * (من بعد ضراء مستهم) * كقحط ومرض * (إذا لهم مكر في آياتنا) * بالطعن فيها والاحتيال في دفعها قيل قحط أهل مكة سبع سنين حتى كادوا يهلكون ثم رحمهم الله بالحيا فطفقوا يقدحون في آيات الله ويكيدون رسوله * (قل الله أسرع مكرا) * منكم قد دبر عقابكم قبل أن تدبروا كيدهم وإنما دل على سرعتهم المفضل عليها كلمة المفاجأة الواقعة جوابا لإذا الشرطية والمكر إخفاء الكيد وهو من الله تعالى أما الاستدراج أو الجزاء على المكر * (إن رسلنا يكتبون ما تمكرون) * تحقيق للانتقام وتنبيه على أن ما دبروا في إخفائه لم يخف على الحفظة فضلا أن يخفى على الله تعالى وعن يعقوب يمكرون بالياء ليوافق ما قبله
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»