تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٨٥
ذلك * (فاعبدوه) * وحدوه بالعبادة * (أفلا تذكرون) * تتفكرون أدنى تفكر فينبهكم على أنه المستحق للربوبية والعبادة لا ما تعبدونه * (إليه مرجعكم جميعا) * بالموت أو النشور لا إلى غيره فاسعدوا للقائه * (وعد الله) * مصدر مؤكد لنفسه لأن قوله * (إليه مرجعكم) * وعد من الله * (حقا) * مصدر آخر مؤكد لغيره وهو ما دل عليه * (وعد الله) * * (إنه يبدأ الخلق ثم يعيده) * بعد بدئه وإهلاكه * (ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط) * أي بعدله أو بعدالتهم وقيامهم على العدل في أمورهم أو بإيمانهم لأنه العدل القويم كما أن الشرك ظلم عظيم وهو الأوجه لمقابلة قوله * (والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون) * فإن معناه ليجزي الذين كفروا بشراب من حميم وعذاب اليم بسبب كفرهم لكنه غير النظم للمبالغة في استحقاقهم للعقاب والتنبيه على أن المقصود بالذات من الابداء والإعادة هو الإثابة والعقاب واقع بالعرض وأنه تعالى يتولى إثابة المؤمنين بما يليق بلطفه وكرمه ولذلك لم يعينه واما عقاب الكفرة فكأنه داء ساقه إليهم سوء اعتقادهم وشؤم افعالهم والآية كالتعليل لقوله تعالى * (إليه مرجعكم جميعا) * فإنه لما كان المقصود من الابداء والإعادة مجازاة الله المكلفين على أعمالهم كان مرجع الجميع إليه لا محالة ويؤديه قراءة من قرأ * (إنه يبدأ) * بالفتح أي لأنه ويجوز أن يكون منصوبا أو مرفوعا بما نصب * (وعد الله) * أو بما نصب * (حقا) * * (هو الذي جعل الشمس ضياء) * أي ذات ضياء وهو مصدر كقيام أو جمع ضوء كسياط وسوط والياء فيه منقلبة عن الواو وقرأ ابن كثير برواية قنبل هنا وفي الأنبياء وفي القصص ضئاء بهمزتين على القلب بتقديم اللام على العين * (والقمر نورا) * أي ذا
(١٨٥)
مفاتيح البحث: الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»