تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٧٨
تأنيث القلوب غير حقيق وقرئ من بعد ما زاغت قلوب فريق منهم يعني المتخلفين * (ثم تاب عليهم) * تكرير للتأكيد وتنبيه على أنه تاب عليهم من أجل ما كابدوا من العسرة أو المراد انه تاب عليهم لكيدودتهم * (إنه بهم رؤوف رحيم) * * (وعلى الثلاثة) * وتاب على الثلاثة كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع * ( الذين خلفوا) * تخلفوا عن الغزو أو خلف أمرهم فإنهم المرجئون * (حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت) * أي برحبها لإعراض الناس عنهم بالكلية وهو مثل لشدة الحرية * (وضاقت عليهم أنفسهم) * قلوبهم من فرط الوحشة والغم بحيث لا يسعها انس ولا سرور * (وظنوا) * وعلموا * (أن لا ملجأ من الله) * من سخطه * (إلا إليه) * إلا إلى استغفاره * (ثم تاب عليهم) * بالتوفيق للتوبة * (ليتوبوا) * أو أنزل قبول توبتهم ليعدوا من جملة التائبين أو رجع عليهم بالقبول والرحمة مرة بعد أخرى ليستقيموا على توبتهم * (إن الله هو التواب) * لمن تاب ولو عاد في اليوم مائة مرة * (الرحيم) * المتفضل عليهم بالنعم * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله) * فيما لا يرضاه * (وكونوا مع الصادقين) * في إيمانهم وعهودهم أو في دين الله نية وقولا وعملا وقرئ * (من الصادقين) * أي في توبتهم وإنابتهم فيكون المراد به هؤلاء الثلاثة وأضرابهم * (ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله) * نهي عبر به بيصغة النفي للمبالغة * (ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه) * ولا يصونوا أنفسهم عما لم يصن نفسه عنه ويكابدوا معه ما يكابده من الأهوال روي أن أبا خيثمة بلغ بستانه وكانت له زوجة حسنات فرشت في الظل وبسطت له الحصير وقربت إليه الرطب والماء البارد فنظر فقال ظل ظليل ورطب يانع وماء بارد وامرأة حسناء ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الضح والريح ما
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»