قوله تعالى: وللآخرة خير لك من الأولى (4) ولسوف يعطيك ربك فترضى (5) روى سلمة عن ابن إسحاق قال: " وللآخرة خير لك من الأولى " أي ما عندي في مرجعك إلى يا محمد، خير لك مما عجلت لك من الكرامة في الدنيا. وقال ابن عباس: أرى النبي صلى الله عليه وسلم ما يفتح الله على أمته بعده، فسر بذلك، فنزل جبريل بقوله: " وللآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى ". قال ابن إسحاق: الفلج في الدنيا، والثواب في الآخرة. وقيل: الحوض والشفاعة. وعن ابن عباس: ألف قصر من لؤلؤ أبيض ترابه المسك. رفعه الأوزاعي، قال: حدثني إسماعيل بن عبيد الله، عن علي بن عبد الله ابن عباس، عن أبيه قال: أرى النبي صلى الله عليه وسلم ما هو مفتوح على أمته، فسر بذلك، فأنزل الله عز وجل " والضحى - إلى قوله تعالى - ولسوف يعطيك ربك فترضى "، فأعطاه الله جل ثناؤه ألف قصر في الجنة، ترابها المسك، في كل قصر ما ينبغي له من الأزواج والخدم. وعنه قال: رضي محمد ألا يدخل أحد من أهل بيته النار. وقال السدي. وقيل: هي الشفاعة في جميع المؤمنين. وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يشفعني الله في أمتي حتى يقول الله سبحانه لي: رضيت يا محمد؟ فأقول يا رب رضيت). وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله تعالى في إبراهيم:
" فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم " (1) [إبراهيم: 36] وقول عيسى: " إن تعذبهم فإنهم عبادك " (2) [المائدة: 118]، فرفع يديه وقال: (اللهم أمتي أمتي) وبكى. فقال الله تعالى لجبريل: (اذهب إلى محمد، وربك أعلم، فسله ما يبكيك) فأتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم، فسأل فأخبره.
فقال الله تعالى لجبريل: [اذهب إلى محمد، فقل له: إن الله يقول لك: إنا سنرضيك في أمتك